الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بعد شهر ونصف من سيطرتها.. كيف ستحكم طالبان؟

الإثنين 27/سبتمبر/2021 - 07:34 م
طالبان في القصر الرئاسي
طالبان في القصر الرئاسي

تبقي طالبان برنامجها السياسي غامضا إلى حد كبير، وذلك بعد شهر ونصف من سيطرتها على أفغانستان عقب هجوم خاطف شنته من شمال البلاد وحتى جنوبها.

ويثير هذا الغموض القلق بين الأفغان والمجتمع الدولي من أن الحركة المتشددة تتجه نحو فرض السياسات القمعية ذاتها التي فرضتها فترة حكمها الأولى من العام 1996 حتى 2001، والتي استهدفت النساء والمعارضين.

ونأتي هنا لأبرز ما نعرفه عن البرنامج السياسي لطالبان حتى الآن:

حقوق النساء


تعتبر حقوق النساء من أكثر المسائل التي تراقب عن كثب في ما يتعلق بسياسة طالبان المقبلة، إذ ستكون الطريقة التي ستعامل بها القيادة المؤلفة من رجال بشكل كامل، النساء أمرا حيويا لأي استئناف للمساعدات الاقتصادية الغربية المعلقة التي تعتمد عليها البلاد.

وكان نظام الحركة السابق يرفض السماح للنساء بالعمل أو الدراسة، مع استثناءات نادرة، لكن الحركة تقول منذ سيطرتها على البلاد في 15 أغسطس، إنها ستحترم حقوق المرأة بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، دون الخوض في التفاصيل.

ويمكن للأفغانيات اللواتي يدرسن في جامعات خاصة العودة إلى الصفوف التي يفصل فيها بين الجنسين مع فرض قواعد صارمة في ما يتعلق باللباس، ويطبق الأمر ذاته وكذلك على تلميذات المدارس الابتدائية.



وأكدت طالبان الأسبوع الماضي أنه سيسمح قريبا لتلميذات المدارس الإعدادية والثانوية بالعودة إلى الصفوف دون إعطاء جدول زمني.

ويعتبر غياب المرأة في الحكومة الموقتة في نظر المراقبين مؤشرا سيئا، وكذلك الحال بالنسبة لعودة وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


حرية الصحافة


قالت طالبان عند توليها السلطة إن الصحفيين، بمن فيهم النساء، يمكنهم الاستمرار في العمل بحرية ولن يتعرضوا لمضايقات، وقال ناطق باسم طالبان لمنظمة مراسلون بلا حدود "سنحترم حرية الصحافة لأن التقارير الإعلامية ستكون مفيدة للمجتمع وستكون قادرة على المساعدة في تصحيح أخطاء القادة".



وتغير الوضع بعد ذلك بشهر، فوفقا للمنظمة، فرضت الحركة 11 قاعدة على الصحفيين الأفغان يتوجب عليهم العمل بموجبها، ومن بين هذه القواعد منع بث "مواد مخالفة للإسلام" أو مواد تنطوي على "إهانة لشخصيات عامة". 

وترى "مراسلون بلا حدود" أن هذه الأحكام "الغير المحددة" و"الخطيرة"، يمكن أن تستخدم لاضطهاد الصحفيين وفتح الباب أمام الرقابة، وحتى قبل إعلان هذه القواعد الجديدة منتصف سبتمبر، فر العديد من الصحافيين من البلاد.

ويختبئ الذين لم يتمكنوا من المغادرة في منازلهم خوفا من عمليات انتقامية، في الفترة الماضية أوقف بعض الصحفيين الأفغان لفترة وجيزة أو تعرضوا للضرب على هامش الاحتجاجات المناهضة لطالبان.


تطبيق "الشريعة"


فرضت طالبان نظاما صارما خلال ولايتها الاولى، استنادا على تفسيرها لـ"الشريعة" وحظرت الموسيقى والتصوير والتلفزيون وحتى ألعاب الأطفال، كما فجرت تمثالين ضخمين لبوذا في باميان قبل أشهر من الإطاحة بها من السلطة على يد تحالف قادته الولايات المتحدة في 2001، وحتى الآن، لم تصدر طالبان مراسيم تتعلق بمجالي الترفيه والثقافة.



وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لصحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي "الموسيقى محرمة في الإسلام"
، كما اتهم سكان وأعضاء في الحكومة السابقة طالبان بقتل مغن شعبي في أندراب (شمال شرق البلاد) نهاية أغسطس.

وكذلك ينتاب العديد من الرياضيين الأفغان القلق، فطالبان كانت تسمح في ولايتها الأولى ببعض الرياضات مع إخضاعها لرقابة صارمة، وكان يسمح للرجال فقط المشاركة في اللعب أو حضور المباريات.

وقال المدير الأفغاني الجديد للرياضة والتربية البدنية بشير أحمد رستمزاي إن طالبان ستسمح بممارسة "400 رياضة تجيزها القوانين الإسلامية"، لكنه رفض القول ما إذا كان بإمكان المرأة ممارسة أي منها.

وأثارت تصريحات أعضاء آخرين من طالبان حالة من الارباك بين الرياضيات والرياضيين الذين فر بعضهم ولجأوا إلى الخارج.


بناء الاقتصاد


يعد الاقتصاد أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي سيتعين على النظام الجديد معالجتها، إذ تواجه أفغانستان أزمة مالية، مع تجميد الكثير من المساعدات الدولية الحيوية للاقتصاد، لكن برنامج طالبان الاقتصادي ما زال غامضا، ويقول المتحدث: "سنعمل على مواردنا الطبيعية والموارد التي نملكها من أجل إعادة إحياء اقتصادنا".

ويظل من غير الواضح في هذه المرحلة كيف ستتمكن طالبان من توفير الأموال اللازمة لدفع رواتب الموظفين الحكوميين وتشغيل المرافق الحيوية (مياه، كهرباء واتصالات).

وقالت طالبان في خضم أزمة السيولة وفيما يكافح السكان أساسا لتغطية نفقاتهم، إنها طوت صفحة الفساد الذي وصم الحكومة السابقة.


توفير الأمن


أعلن العديد من الأفغان عن شعور متزايد بالأمن منذ تولي طالبان الحكم وانتهاء القتال، حذرت الحركة من أن "أي شخص يحاول بدء تمرد سيتضرر بشدة" في رسالة إلى المقاومة في بانشير، والتي هزمت في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقالت الحركة إنها ستقضي على الفرع المحلي لتنظيم "داعش" الذي أعلن مسؤوليته عن عدد من التفجيرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن العديد من المراقبين ينتابهم القلق مما قد يمثله "داعش" بالإضافة لتنظيم "القاعدة" هو الآخر من خطر.