الوفد بين الانقسام والتحدي.. 6 مرشحين في صراع على رئاسة بيت الأمة
في ظل حالة من السخونة السياسية والتوتر التنظيمي، تدخل انتخابات رئاسة حزب الوفد مرحلة مفصلية تعكس عمق الأزمات التي يمر بها الحزب خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى الخلافات الداخلية أو تراجع الحضور البرلماني والشعبي، فالحزب التاريخي الذي كان يومًا أحد أعمدة الحياة السياسية في مصر، يواجه اليوم اختبارًا صعبًا لإعادة ترتيب صفوفه، في وقت لم يحظَ فيه بتمثيل متوازن داخل القائمة الوطنية، بالتوازي مع تراجع لافت في عدد المقاعد الفردية خلال انتخابات مجلس النواب 2025.
حدة المنافسة بين قيادات بارزة
وتأتي هذه الانتخابات في مناخ يتسم بحدة المنافسة بين قيادات بارزة، وسط تساؤلات حول قدرة القيادة الجديدة على احتواء الانقسامات الداخلية، واستعادة ثقة القواعد الوفدية، وإعادة الحزب إلى موقعه الطبيعي داخل المشهد السياسي، بعد أن كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن تراجع واضح في تأثيره مقارنة بأحزاب أخرى، فضلًا عن صعود مرشحين مستقلين على حساب الرموز الحزبية التقليدية.
وفي هذا السياق، أعلن عدد من قيادات حزب الوفد رسميًا خوضهم سباق الترشح على رئاسة الحزب، في الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 30 يناير المقبل بمقر الحزب ، في معركة انتخابية تُعد من الأكثر سخونة داخل الحزب منذ سنوات.
المرشحون على رئاسة حزب الوفد
وضمت قائمة المرشحين كلًا من الدكتور السيد البدوي شحاتة، رئيس الحزب الأسبق، والمستشار بهاء أبو شقة، الرئيس الأسبق للحزب، إلى جانب الدكتور هاني سري الدين نائب رئيس حزب الوفد، والدكتور ياسر حسان أمين الصندوق، والمهندس حمدي قوطه عضو الهيئة العليا، وعيد هيكل رئيس لجنة القيم بالحزب.
ومن المقرر أن يفتح حزب الوفد باب الترشح لمنصب رئيس الحزب اعتبارًا من صباح يوم السبت المقبل، على أن يُغلق باب التقدم يوم الخميس، فيما تُجرى الانتخابات يوم 30 يناير، وسط ترقب واسع داخل الأوساط السياسية والوفدية لنتائج هذا الاستحقاق، الذي يُنظر إليه باعتباره نقطة فاصلة في مسار الحزب ومستقبله السياسي.
تشكيل لجنة لإدارة انتخابات رئاسة الحزب
وكان الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، قد اعتمد قرارًا رسميًا بتشكيل لجنة لإدارة انتخابات رئاسة الحزب، تتولى الإشراف الكامل على جميع الإجراءات التنظيمية، بدءًا من تلقي طلبات الترشح، وفحص الطعون والتظلمات، وإعلان الكشوف النهائية، وصولًا إلى الإشراف على عملية التصويت، بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية وخروجها بصورة تليق بتاريخ الحزب العريق.
وتُراهن قطاعات واسعة داخل الحزب على أن تسفر هذه الانتخابات عن قيادة قادرة على تجاوز الأزمات المتراكمة، ومعالجة ضعف التمثيل البرلماني، وإعادة بناء القواعد الشعبية في الشارع، بعد أن كشفت التجربة الأخيرة أن غياب الحضور الفعلي انعكس بشكل مباشر على تمثيل الحزب في البرلمان وتراجعه في المنافسات الفردية.



