الأربعاء 31 ديسمبر 2025 الموافق 11 رجب 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عاجل| جولة الإعادة تكشف تحولات المزاج الانتخابي.. المستقلون يتقدمون والأحزاب تعيد الحسابات

الثلاثاء 30/ديسمبر/2025 - 10:22 م
انتخابات مجلس النواب
انتخابات مجلس النواب 2025

لم تعد جولة الإعادة في الدوائر الملغاة مجرد استكمال إجرائي للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025، بل تحولت إلى مؤشر سياسي كاشف لتحولات المزاج الانتخابي وخريطة النفوذ داخل الشارع، بعد صعود لافت للمستقلين مقابل تراجع نسبي لبعض الأحزاب.


فمع دخول جولة الإعادة في 28 دائرة من أصل 30، يتنافس المرشحون على 49 مقعدًا برلمانيًا، وسط هيمنة رقمية واضحة للمستقلين الذين نجحوا في حجز النصيب الأكبر من مقاعد الإعادة، في رسالة تعكس ميل الناخب لاختيار الأفراد على حساب الشعارات الحزبية، خاصة في الدوائر ذات الطابع الخدمي والريفي.


تفوق المستقلين.. تصويت للخدمات لا للكيانات

صعود 61 مرشحًا مستقلًا إلى جولة الإعادة يكشف أن قطاعًا واسعًا من الناخبين فضل الحضور المحلي والسجل الخدمي على الانتماء الحزبي، في مشهد يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الأحزاب على التواصل القاعدي، وليس فقط الحضور التنظيمي.


الأحزاب الكبرى في اختبار حقيقي

ورغم احتفاظ حزب مستقبل وطن بصدارة المشهد الحزبي عبر 16 مرشحًا في الإعادة، إلا أن هذه الجولة تمثل اختبارًا حاسمًا لقدرته على الحفاظ على الكتلة البرلمانية التي حصدها في الفصل التشريعي السابق، خاصة في مواجهة مرشحين مستقلين يتمتعون بثقل عائلي وانتخابي.

 

في المقابل، يخوض حزب حماة الوطن المنافسة بـ10 مرشحين، ساعيًا لتثبيت موقعه كقوة سياسية فاعلة، بينما تكشف الأرقام المحدودة لأحزاب مثل الجبهة الوطنية، الوفد، والشعب الجمهوري عن تحدٍ واضح في اختراق الدوائر الفردية.


الدوائر الملغاة.. معركة الفرصة الأخيرة

تمثل الدوائر الملغاة ساحة الفرصة الأخيرة لكثير من المرشحين، لا سيما بعد خسائر عدد من الأسماء الثقيلة في الجولة الأولى، ما يجعل جولة الإعادة معركة بقاء سياسي أكثر منها تنافسًا تقليديًا، حيث تُحسم المقاعد بفارق أصوات محدود وحشد مكثف.


ما بعد الإعادة

نتائج هذه الجولة لن تحدد فقط شكل البرلمان عدديًا، بل سترسم ملامح العلاقة المستقبلية بين الأحزاب والمستقلين داخل المجلس، ومدى قدرة الأحزاب على التحول من كيانات انتخابية إلى أدوات تمثيل حقيقية للشارع.


وفي ظل هذا المشهد، تبدو جولة الإعادة أقرب إلى استفتاء غير معلن على الأداء الحزبي، ورسالة واضحة بأن الناخب المصري يعيد ترتيب أولوياته، ويمنح صوته لمن يراه الأقرب إليه لا لمن يرفع اللافتة الأكبر.