ازدواجية علاء عبدالفتاح.. طارق العوضي : لماذا لم تعتذر لأسر شهداء الجيش والشرطة؟
في ظل الجدل الدولي المتصاعد حول عودة الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح إلى المملكة المتحدة وما تبعه من ردود فعل سياسية وإعلامية، خرج المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي بتصريحات قوية أثارت نقاشًا موسعًا على منصات التواصل الاجتماعي داخل مصر.
ألفاظ عنيفة وإشكالية ضد الصهاينة
جاء حديث العوضي بعد أن اعتذر عبد الفتاح عن منشورات قديمة له على مواقع التواصل الاجتماعي، تعود لأكثر من عقد، تضمنت ما وصف بـ«ألفاظ عنيفة وإشكالية» بما في ذلك دعوات إلى العنف ضد «الصهاينة» والشرطة البريطانية.
هذا الاعتذار، الذي نشر في بيان عام وأثار ردود فعل في دوائر سياسية بريطانية، تزامن مع مطالب من سياسيين بريطانيين بسحب جنسيته أو طرده من البلاد، وهو ما يمثل أزمة دبلوماسية وسياسية معقدة في بريطانيا ذاتها، حيث انخرط نواب من المعارضة في المطالبة بمراجعة منح الجنسية له بعد إثارة هذه التغريدات القديمة.
أزمة وجدل دولي
يذكر أن عبد الفتاح حصل على الجنسية البريطانية عام 2021 عن طريق والدته، وعاد إلى بريطانيا في أواخر ديسمبر 2025 بعد سنوات من الاعتقال في مصر، حصل خلالها على عفو رئاسي في سبتمبر الماضي، بعد حملة دولية واسعة الداعمين له، من بينها نقابات حقوقية وسياسية بريطانية.
بعد ظهور التغريدات القديمة وإثارتها للجدل، دانت الحكومة البريطانية هذه المنشورات، بينما رأى البعض أن الاعتذار يُظهر حساسية أكبر نحو المجتمع الغربي وقيمه السياسية والاجتماعية، مقارنة بردود الفعل تجاه مآسي داخلية.
العوضي: انتقائية الاعتذار
من خلال منشور عبر حسابه على فيسبوك اعتبر طارق العوضي، عضو لجنة العفو الرئاسي أن القضية لا تتعلق بفرد أو منشور بعينه، بل تطرح سؤالًا أخلاقيًا وسياسيًا جوهريًا حول من نعتذر له ولماذا.
وأشار العوضي إلى أن الاعتذار جاء سريعًا حين وصفت الكلمات بأنها مسيئة لدى الجهات البريطانية ودوائر حقوق الإنسان الغربية، لأنه يمثل حاضنة ضغط ودعم دولي لكنه تساءل عن غياب اعتذار مماثل لأسر ضباط وجنود الجيش والشرطة المصريين الذين سقطوا دفاعًا عن الدولة والمجتمع، ودفعوا ثمنًا مباشرًا في معارك حقيقية على الأرض.
رأى العوضي في هذا مفارقة أخلاقية بالاعتذار للخارج لأن بعض الكلمات أزعجت منظومة قيم غربية، بينما يغيب الاعتراف أو المواساة تجاه أسر شهداء ضحّوا بأرواحهم في خدمة الوطن.
وأشار إلى أن حرية التعبير وحقوق الإنسان تفقدان معانيهما إذا ما أصبحتا انتقائيتيْن، متى تعلق الأمر بالجمهور الذي لا يملك نفس أدوات الضغط الدولي أو دعم المنظمات العالمية.
احترام الرموز الوطنية
ردود فعل وتداعيات التصريحات
تصريحات العوضي لاقت تفاعلاً عبر منصات التواصل، لا سيما بين من يرون أن الخطاب السياسي يجب أن يشمل احترام الذكرى الوطنية وتعظيم تضحيات القوات المسلحة والشرطة، بينما اعتبر آخرون أن ما قاله يعكس إحساسًا تجاه قضايا وطنية داخلية تتعلق بالعدالة والمقارنة بين المعايير الدولية والمعايير المحلية.
في الوقت ذاته، أثارت أزمة عبد الفتاح وانتقادات العوضي نقاشًا أوسع حول مدى تأثير الاعتبارات الدولية في تناول قضايا محلية، وما إذا كان الإعلام والسياسيون يعطون الأولوية لحساسية المجتمع الدولي على حساب الاعتبارات الوطنية داخل مصر.





