محمد صبحي: الصمت أو تفريغ الفن من محتواه "انتحار فني"
وضع الفنان القدير محمد صبحي، النقاط على الحروف حول دور المبدع في المجتمعن موضحًا أن اشتباك الفنان مع قضايا وطنه ليس رفاهية، بل هو شرط الوجود الفني؛ فالمبدع الذي يلوذ بالصمت أو يفرغ فنه من محتواه، هو فنان انتهى تاريخيًا قبل أن يبدأ.
وأكد الفنان القدير محمد صبحي، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن الفنان الحي هو من يملك رأيًا، حتى وإن أخطأ في تقديره، فالرأي هو النبض الحقيقي للتاريخ الفني، معقبًا: "الفنان بلا رأي هو فنان ميت العقل، يحيا بجسده فقط".
واسترجع الفنان محمد صبحي تاريخ النهضة الفنية في مصر منذ أواخر القرن الثامن عشر، مشيدًا بالرواد الذين لم يكتفوا بالأداء، بل جازفوا وصنعوا السينما من العدم، وحولوا جلسات المقاهي إلى مختبرات لابتكار الكاميرا والصورة، وصولًا إلى الدراما التلفزيونية، موضحًا أننا لم نستغل ذلك الميراث العظيم بالشكل الأمثل لتطوير الوعي البشري، بل اكتفينا أحيانًا بالقشور.
ورد بقوة على منتقدي مدرسته الفنية الذين يراها البعض وعظية أكثر من اللازم، مؤكدًا أن الفن رسالة بالضرورة، متحديًا قائلًا: "أتحداكم أن تجدوا عملًا واحدًا من أعمالي يخلو من رسالة، وفي المقابل، أتحداكم أن تجدوا عملًا يتفوق على مسرحي في حجم الضحك".
وفرق بين نوعين من الضحك، ضحك المقاهي وهو الضحك العابر الذي يعتمد على النكتة السطحية، وضحك المسرح المبني على الفهم، وهو الضحك الذي ينبع من استيعاب المفارقة، واصفًا إياه بـ"الضحك من القلب".
وكشف عن تكتيك إخراجي صارم يتبعه مع ممثليه لضمان وصول الرسالة والضحكة معًا، موضحًا كيف يوجه الممثل للصمت عقب "الإفيه" المسرحي: "أقول للممثل: عِد في سرك واحد، اثنين، ثلاثة.. لا تتكلم".





