عاجل| هل فوز النساء بالمقاعد الفردية يعكس تحولاً حقيقيًا في انتخابات 2025؟
شهدت انتخابات مجلس النواب 2025 منافسة حامية الوطيس بين المرشحين من الأحزاب السياسية إلى جانب قوة حضور المستقلين في مختلف الدوائر الانتخابية، ما جعل هذه الجولة الانتخابية تختلف تمامًا عن كل الانتخابات السابقة، و تميزت الجولة الحالية بحدة الصراع على المقاعد الفردية وقوائم الأحزاب، وهو ما أعطى الانتخابات طابعًا تنافسيًا غير مسبوق.
وسط هذا التنافس الشديد، استطاعت المرأة أن تحجز مكانها، حيث فازت أربع سيدات بمقاعد فردية حتى الآن، ويُعد هذا المؤشر دليلاً واضحًا على تصاعد دور المرأة في المشهد السياسي، وقدرتها على مواجهة تحديات المنافسة المباشرة وتحقيق انتصارات ملحوظة على المرشحين الذكور في عدة محافظات، مما يعكس تغيرات تدريجية في المشهد السياسي المصري نحو مشاركة نسائية أكثر فعالية وتمثيلًا.
فوز أربع سيدات بالمقاعد الفردية
أسفرت النتائج الأولية للحصر العددي للدوائر الـ19 الملغاة بقرار من الهيئة الوطنية للانتخابات، إلى جانب النتائج الرسمية لجولة الإعادة بالمرحلة الثانية، عن فوز أربع سيدات بالمقاعد الفردية حتى الآن، ويُعكس هذا الفوز تصاعد حضور المرأة في المنافسة الفردية، ما يوضح أيضًا التغير التدريجي في المشهد السياسي المصري نحو مشاركة نسائية أكثر فعالية في البرلمان الجديد، بعد سنوات من الهيمنة الذكورية على المشهد البرلماني.
مدى قوة المرشحات في الجولة الثانية
خلال جولة الإعادة بالمرحلة الثانية، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن فوز ثلاث نائبات بالمقاعد الفردية:
سحر عتمان، مرشحة حزب العدل، حصدت مقعد دائرة بلبيس بمحافظة الشرقية.
مروة هاشم، المرشحة المستقلة، فازت بمقعد دائرة أول الزقازيق.
إيمان خضر، مرشحة حزب حماة الوطن، حصلت على المقعد ذاته في الزقازيق.
يعكس هذا النجاح مدى القوة التي تمكنت بعض المرشحات من تحقيقها، رغم المنافسة القوية التي شهدتها الجولة بين مرشحين من الأحزاب المستقرة والناشئة، إلى جانب المستقلين الذين لعبوا دورًا مؤثرًا في بعض الدوائر، الأمر الذي يبرز المهارات الانتخابية للمرأة وقدرتها على المنافسة بشكل مباشر في ظل تحديات شديدة.
صعود نائبة جديدة في نتائج الحصر العددي للدوائر الملغاة
ومع إعلان نتائج الحصر العددي للدوائر الـ19 الملغاة، انضمت نائبة رابعة إلى قائمة الفائزات، وهي سناء برغش، مرشحة حزب مستقبل وطن، في الدائرة الأولى بدمنهور بمحافظة البحيرة، حصلت برغش على 53 ألفًا و379 صوتًا، متقدمة على المرشحين المستقلين محمود الجندي الذي حصل على 50 ألفًا و366 صوتًا، وطه الشهاوي الذي حصل على 48 ألفًا و905 أصوات، في دائرة تنافس فيها ستة مرشحين على ثلاثة مقاعد، وهو ما يعكس شدة المنافسة على المقاعد الفردية وتنوع الفاعلين السياسيين في المشهد الانتخابي.
مرشحات لم يحالفهن الحظ
في المقابل، لم يحالف التوفيق بعض المرشحات الأخريات، حيث خسرت نشوى الديب، المرشحة المستقلة، في دائرة إمبابة بمحافظة الجيزة، بعد حصولها على 5325 صوتًا فقط مقابل فوز وليد المليجي، مرشح حزب مستقبل وطن، الذي حصل على 9415 صوتًا من إجمالي 14 ألفًا و746 صوتًا صحيحًا.
كما خسرت أماني الليثي، مرشحة حزب المؤتمر، في دائرة الفتح بمحافظة أسيوط، رغم حصولها على 46 ألفًا و450 صوتًا، في مواجهة فاز فيها كل من عصام العمدة وأحمد حسين وعلي سيد علي، و يعكس هذا المشهد التباين الكبير في فرص المرشحات، ويظهر التحديات التي تواجه المرأة في المشاركة السياسية، حيث أن المنافسة الفردية تتطلب قدرات عالية وخبرة في التواصل مع الناخبين وإدارة الحملات الانتخابية.
تحديات المرأة في المشهد الانتخابي
يعكس هذا الوضع مدى الصعوبات التي تواجهها المرشحات في الدوائر المختلفة، فبينما تمكنت بعض النساء من الفوز بالمقاعد الفردية، فشل غيرهن في تحقيق ذلك، ويبرز هذا التباين أهمية دعم المرأة سياسيًا وتشريعيًا لضمان تمثيل أفضل داخل البرلمان، خصوصًا في ظل التنافسية الشديدة التي تشهدها الدوائر بين الأحزاب التقليدية والناشئة والمستقلين.
تحديد خريطة القوى النيابية النهائية
أُغلق باب التصويت في مختلف المحافظات يومي 27 و28 ديسمبر الجاري ضمن جولة الإعادة للدوائر الـ19 الملغاة، ومن المقرر إعلان نتائج هذه الجولة يوم 4 يناير المقبل، وتنافس في الجولة 70 مرشحًا على 35 مقعدًا موزعة على 7 محافظات، وهي:
الجيزة: الدائرة الثامنة، قسم إمبابة.
الفيوم: الدائرة الأولى مركز الفيوم، والدائرة الرابعة مركز أبشواي.
أسيوط: الدائرة الثالثة مركز الفتح.
سوهاج: الدوائر الأولى حتى الثامنة، مراكز سوهاج، أخميم، المراغة، طهطا، جرجا، المنشأة، دار السلام.
قنا: الدوائر الأولى حتى الرابعة، مراكز قنا، قوص، نجع حمادي، أبو تشت.
الإسكندرية: الدائرة الثانية، قسم أول الرمل.
البحيرة: الدائرة الأولى مركز دمنهور، الدائرة الثالثة مركز أبو حمص، الدائرة الثامنة مركز إيتاي البارود.
وتشكل هذه الجولة آخر المراحل لتحديد خريطة القوى النيابية داخل البرلمان الجديد، حيث تُظهر النتائج النهائية توزيع المقاعد بين الأحزاب والمستقلين والمرشحات.
تعزيز التمثيل النسائي داخل البرلمان الجديد
تُظهر الجولة الانتخابية حدة المنافسة بين المرشحين والمرشحات، مع تأثير واضح للمستقلين في بعض الدوائر. نجحت بعض الأحزاب مثل حماة الوطن والعدل في تحقيق انتصارات فردية، فيما يمثل نجاح النساء خطوة مهمة نحو تعزيز التمثيل النسائي داخل البرلمان الجديد، بما يتوافق مع جهود الدولة لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية وصنع القرار، وضمان أن تكون جزءًا فاعلًا من عمليات التشريع والرقابة.
خريطة البرلمان المقبل
في النهاية، تعكس هذه الجولة الانتخابية حالة من التنافسية غير المسبوقة بين جميع المرشحين، وتباينت النتائج بين الدوائر والمنافسين، بينما ترسم نتائج الحصر العددي وجولة الإعادة خريطة البرلمان المقبل بشكل نهائي، وتؤكد على التحديات والفرص المتاحة للمرشحات، مع التأكيد على أهمية دعم مشاركة المرأة لضمان تمثيل فعال وقوي في المشهد السياسي المصري.
