الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 الموافق 03 رجب 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عاجل| بعد واقعة أحمد الفيشاوي.. أستاذة إعلام تحذر من انتهاك الخصوصية تحت غطاء العمل الإعلامي

الثلاثاء 23/ديسمبر/2025 - 10:06 م
الدكتورة سارة فوزي
الدكتورة سارة فوزي

أكدت الدكتورة سارة فوزي، مدرس الإعلام بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، أن الجدل المثار مؤخرًا بشأن واقعة الفنان أحمد فاروق الفيشاوي خلال عزاء والدته، يعيد تسليط الضوء على إشكالية مهنية وأخلاقية أصبحت ظاهرة عالمية، تتعلق بتجاوز بعض المصورين لحدود الخصوصية الإنسانية تحت غطاء العمل الصحفي.

واقعة أحمد فاروق الفيشاوي

وأوضحت فوزي لـ“مصر تايمز”،  أن التطور الكبير في تقنيات التصوير والعدسات ساهم في تفاقم الأزمة، حيث بات بعض المصورين يعتمدون على الزوم والاقتراب الشديد بما يؤدي إلى انتهاك حرمة الجسد وحرمة الحزن والآداب العامة، مؤكدة أن هذه الممارسات مرفوضة مهنيًا وأخلاقيًا.

وأشادت مدرس الإعلام ببيان شعبة المصورين بنقابة الصحفيين المصريين، واصفة إياه بـ«القرار المهني الصحيح»، مشيرة إلى أن ما نص عليه البيان يتسق مع المعايير المتبعة عالميًا، حيث يتم في مناسبات العزاء أو الأفراح الخاصة بالمشاهير اتخاذ إجراءات تنظيمية واضحة، من بينها منع التصوير إلا بإذن مسبق وبالتنسيق مع الجهات المعنية.

وأضافت أن الحل الأمثل يتمثل في وجود تنسيق مؤسسي بين نقابة الصحفيين ونقابة المهن التمثيلية، مع التواصل المباشر مع أسرة المتوفى في حال كان العزاء يخص شخصية عامة، موضحة أن احترام إنسانية الشخص يجب أن يسبق كونه شخصية عامة.

وأكدت فوزي أن بعض الأوضاع التي يتم توثيقها ونشرها خلال لحظات الحزن الشديد «لا تليق صحفيًا ولا إنسانيًا»، لافتة إلى أن العديد من الدول تتيح للفنان أو الشخصية العامة حق التقاضي حال نشر صور تمس كرامته أو تسيء إليه، وتصل العقوبات إلى فرض غرامات على الصحف والمواقع التي تداولت هذه الصور.

وشددت على أن الضوابط المهنية المقترحة تشمل انتظار الصور الرسمية التي قد تنشرها الأسرة أو الفنان نفسه عبر مدير العلاقات العامة أو الجهة الإعلامية المسؤولة، والاكتفاء بعدد محدود من الصور التي تخدم الخبر دون انتهاك للخصوصية.

كما فرّقت بين التصوير من مسافة بعيدة دون مساس بالخصوصية أو الكرامة الإنسانية، وبين الاقتحام والتصوير عن قرب داخل العزاء، مؤكدة أن الحالة الأخيرة تفتح الباب أمام مساءلة قانونية واضحة، سواء ضد من قام بالتصوير أو الجهات التي نشرت المحتوى.

وكانت شعبة المصورين الصحفيين، قد أدانت ما قام به أحد المصورين خلال عزاء والدة الفنان أحمد الفيشاوي، من توجيه الهاتف المحمول والتصوير عن قرب وفي لحظة حزن إنساني خاصة، في تصرّف يُخالف أبسط القواعد المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي.

وتؤكد الشعبة أن تغطية العزاءات والجنائز تخضع لقواعد واضحة ومحددة، توازن بين حق التغطية الإعلامية واحترام الخصوصية والمشاعر الإنسانية، وأن أي خروج عن هذه القواعد يُعد مرفوضًا جملةً وتفصيلًا.

كما تؤكد شعبة المصورين الصحفيين التزامها الكامل بالقيم الأخلاقية للمهنة، ورفضها لأي ممارسات تُسيء للعمل الصحفي أو تضر بصورته أمام المجتمع، مع التأكيد على ضرورة التزام جميع المصورين بالقواعد المهنية في التغطية، بما يحفظ كرامة الأفراد ويحترم خصوصيتهم.