الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

في ذكرى ميلادُه الـ96.. فؤاد المهندس صاحب لقب "الأستاذ" ومكتشف النجوم.. رفض تفوقه على"الريحاني".. وكون ثنائيًا مع مدبولي.. وعاش أشهر قصة حب مع شويكار

الأحد 06/سبتمبر/2020 - 12:25 م
مصر تايمز

 تحل اليوم الذكرى الـ96 لميلاد فؤاد المهندس، الفنان الكوميدي الحاضر الغائب في عالمنا، والذي يصعب حصر مشواره الفني في كلمات فقد ساهم في إثراء الفن المصري لفترة طويلة تزيد عن نصف قرن، و ترك إرثا فنياً لا يقدر بثمن في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، وقد استحق لقب "الأستاذ" نظراً لتحقيقه المعادلة الفنية الصعبة، فقد نجح في البطولة المطلقة، كما نجح في تقديم الأدوار الثانية، ونجاحه في السينما والتلفزيون يماثل نجاحه في المسرح والإذاعة، وعاش في وجدان المجتمع المصري حتى أصبح "عمو فؤاد" لأطفال الثمانينيات و التسعينيات.


نشأته والعائلة

نشأ "المهندس" في حي العباسية وكان ترتيبه الثالث بعد أختين دريه و "صفية المهندس" الإذاعية التي أطلقت عليها الإذاعة المصرية لقب "أم الإذاعيين"، وشقيقه الأخير "سامي المهندس" الذي يتشابه معه في الملامح حتى التطابق، وكان والده "زكي المهندس" عميد كلية دار العلوم ووكيل مجمع اللغة العربية وساهم في وضع أسس جديدة للتربية والتعليم.

والتحق "المهندس" بمدارس العزب التركية التي كان لها فضل كبير في تكوين شخصيته الفنية حيث كان رئيساً لفرقة الأناشيد في المرحلة الإبتدائية.

 

البداية الفنية و الاعتراف بحق الريحاني عليه

جاءت بداية "المهندس" الفنية بعد تأثره بـ"نجيب الريحاني" في مسرحية "الدنيا على كف عفريت"  فقام بالاشتراك بفرقة التمثيل بكلية التجارة، ثم انضم لفرقة "نجيب الريحاني" ثم أنشأ فرقته الخاصة.

حكى المهندس قصة اللمعة التي شاهدها في عين "الريحاني" حيث كان يجلس بجواره ذات مرة في إحدى البروفات المسرحية، وعندما خلع الريحاني نظارته، وتوجه ببصره إلى أحد الممثلين، اندهش فؤاد المهندس من اللمعة التي رآها في بياض عينه، وخيل إليه أن هذا البريق الذي ظهر في عين الريحاني هو بريق العبقرية.

ورفض "المهندس" رأي "أنيس منصور" بتفوقه على"الريحاني" قائلاً "نجيب الريحاني ده كان ظاهرة في الفن.. كان بيألف ويخرج ويمثل وصاحب فرقة، ده كان حكاية"

ووجه اللوم لمفيد فوزي لقوله أنه قد تمرد على مدرسة الريحاني " قائلاً  "أنا أتمرد على الريحاني؟ اسمها إستقليت بشخصيتي، لكن الريحاني حط أسس كلنا بنشتغل عليها".

 

 

الزواج قبل شويكار

قد لا يعرف الجمهور أن الفنان الراحل فؤاد المهندس كان متزوجًا قبل شويكار، فكانت زوجته الاولى السيدة عفت سرور نجيب، جارته، وكانت تشبه إلى حد كبير كوكب الشرق أم كلثوم، والتي كان الفنان الكوميدي متيمًا بها للغاية كعادة أبناء جيله.

تحول إعجابه بأم كلثوم إلى عشق جنوني لـ «بنت الجيران» الشابة، واستمر هذا الحب لفترة طويلة من الزمن؛ إذ كان العاشقان بالمرحلة الثانوية.

وتمت الزيجة بعد ذلك بسنوات وأثمرت عن ولديهما الوحيدين المهندس أحمد والمحاسب محمد، ولكن سنوات العسل لم تدم طويلًا إذ أدرك الفنان المصري أن «ربة البيت» ليست الزوجة المناسبة للفنان المتقلب المزاج




"شويكار و المهندس"

جمع المسرح بين "المهندس" و"شويكار"، حيث بدأت الفنانة شويكار مشوارها الفني على خشبة المسرح برفقة "المهندس" وقد شكلت الحبيبة و الزوجة والشريكة الفنية لفؤاد المهندس حيث شكلا ثنائياً كوميدياً لا ينسى وقدما العديد من الأفلام والمسرحيات مثل "إجازة غرامية"،"اعترافات زوج"، " عودة أخطر رجل في العالم"، "انا وهو وهي "، "سيدتي الجميلة" "انا فين وانتي فين"، "إنها حقا عائلة محترمة"، ووصلت أعمالهما معاً الى ١٦٠ عمل فني ، وجمعتهم واحدة من قصص الحب الأشهر في الوسط الفني التي شهد عليها الجمهور حيث عرض عليها الزواج في أحد عروض مسرحية "انا وهو وهي" قائلاً "تتجوزيني يا بسكوته ؟" و استمر زواجهما ٢٠ عاماً حتى انفصلا بهدوء بدون إبداء أسباب.

 

 

مشواره الفني

اجتمع "المهندس" و"مدبولي" لمدة 5 عقود وشكلا ثنائياً فنياً مميزاً في تاريخ المسرح والتلفزيون، واكتشفا أبرز النجوم في تاريخ الفن المصري مثل عادل إمام، وسعيد صالح، والضيف أحمد، ولم يفرق بينهما سوى الموت بفارق أسابيع قليلة، وكانت نبرة صوت "المهندس" المميزة هي السبب الأهم لشعبيته في الإذاعة المصرية، ولم يتعامل "المهندس" مع الفن على أنه ترفيه فقط، ولكنه كان يؤمن بأن الفن رسالة سامية وقادر على خدمة المجتمع ؛ فقدم برنامج بعنوان "كلمتين وبس" وكان برنامجاً إذاعياً اجتماعياً يسلط به الضوء على سلبيات المجتمع المصري على لسان "سيد أفندي"، وحمل فيلمه "أرض النفاق" العديد من الأسئلة الفلسفية، وجاء برنامج الفوازير الذي قدمه للأطفال في تسعينيات القرن الماضي ليحقق نجاحاً باهراً بين الصغار وكانت بمثابة منشط للذاكرة لتشغيل عقل المشاهدين لحل الفزورة.


الأغاني في أعماله الفنية

احتلت الأغاني مكاناً هاماً في أعمال "المهندس"، حيث كانت البداية بمسرحية "أنا وهو وهي" بأغنية "رايح أجيب الديب من ديله" ثم توالت أغاني "المهندس" في أعماله الفنية التي يتردد صداها حتى الآن مثل "قلبي يا غاوي خمس قارات" ،"ياحته مارون جلاسيه"، "الصيام مش قد كدة"، "الراجل ده حيجنني"، "عمو فؤاد بيلف بلاد".

 

 سرير الخديوي إسماعيل

فى أواخر أيام فؤاد المهندس كان لا يستطيع الحركة، وكان يقيم دائما فى غرفته التى وضع فيها كل مقتنياته وجوائزه وصوره، ويضع بها سريرا للخديوي إسماعيل اشتراه من أحد المزادات.

وفاته

 استمر مشواره الفني حتى وفاته عام 2006 بأزمة قلبية مُفاجئة، بعدما ترك إرثاً فنياً لا يقدر بثمن من أفلام ومسلسلات ومسرحيات وبرامج إذاعية.

احتفل محرك البحث "جوجل" بالذكرى الـ92 لميلاد "المهندس عام 2016، ووصفه بأنه أسطورة مصرية .