الثلاثاء 07 مايو 2024 الموافق 28 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

وزير الأوقاف: إخراج زكاة الفطر نقدًا أنفع للفقير وأجره مضاعف فى هذه الأيام

الجمعة 07/مايو/2021 - 07:29 م
محمد مختار جمعة،
محمد مختار جمعة، وزير الاوقاف

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم، خطبة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، وذلك بحضور اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزراة الأوقاف، والدكتور محمود خليل، وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بمحافظة القاهرة، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

وأكد جمعة في خطبته، أننا في أيام وليال مباركة من هذا الشهر الفضيل، وليلة القدر هي إحدى هذه الليالي المباركة في العشر الأواخر، حيث يقول النبي: "الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ"، وحتى لو غلب على ظن البعض أنها ليلة السابع والعشرين أو ليلة 25، فقد اقتضت حكمة الله إخفاء أمرها عن خلقه، ليجتهدوا في العشر كاملة، حتى لو علمت وتيقنت أنها ليلة 27، فهل تقتصر الهمة في العبادة على ليلة واحدة، وهل نحن في حاجة إلى الله في ليلة واحدة دون سائر اليالي؟ أم أننا في حاجة إلى معية الله في كل وقت وحين، إذا كنا في حاجة إلى معية الله في كل وقت وحين ،فكن معه يكن معك ، ثم إنه سبحانه أخفى رحمته في طاعته ، ففي كل ليلة عتقاء من النار، حيث يقول نبينا : "للهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عُتقاءُ منَ النارِ" ، فلنكثر من القيام والذكر وتلاوة القرآن في هذه الليالى المتبقية ، كم يقول النبي: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ"، فلعلنا أن نوافق ليلة القدر أو ساعة رحمة من الله فنكون فيها من المقبولين نسأل الله أن نكون منهم.

وأشار وزير الأوقاف، إلى أننا في أوان إخراج صدقة الفطر، حيث يجوز إخراجها في أول الشهر، فعلينا أن نعجل في إخراجها ليقضي الفقراء حاجتهم، قبل دخول العيد، فعَن ابْنِ عُمَرَ (رضي الله عنهما) قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "أَغْنُوهُمْ عن السؤال فِي هَذَا الْيَوْمِ".

كما أوضح أن وجوب إخراج صدقة الفقر على كل أحد، حتى من يأخذ الصدقة لابد من أن يُخرج صدقة الفطر، لكن هل يكتفى بصدقة الفطر أم أننا بحاجة إلى مزيد من التراحم والتكافل؟، مشيرًا إلى أن هذا أوان إخراج زكاة المال أيضًا ، حيث تضاعف الحسنات في هذا الشهر الفضيل فالزكاة حصن للمال، والصدقة أحد عوامل دفع البلاء، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزكاةِ ، ودَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، واسْتَقْبِلوا أَمْوَاجَ البلاءِ بِالدعاءِ والتَّضَرُّع". 

كما أكد، أن ليلة القدر ليلة رحمة وسلام وسعادة، فعلينا بالدعاء الإيجابي، وإياك أن تجعلها ليلة انتقام من أحد أو دعاء على أحد، فعن السيدة عائشة (رضى الله عنها) قلتُ: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها ؟ قال: "قولي : اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي".

كما أشار أيضًا إلى أن ليلة القدر رحمة وسلام، ليلة عفو، ليلة فرحة، وكذلك العيد فرحة، يقول الحق سبحانه :"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :"لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ"، وحتى يظل العيد فرحة لابد من أمور : التوسعة على الفقراء والمساكين وإغنائهم من الآن حتى يكون فرحة للجميع، كما لابد أن نلتزم بالإجراءات الطبية الوقائية والاحترازية والتباعد الاجتماعي، وأن يكون ذلك ثقافة مجتمع ونمط حياة في الظروف الحالية، فهي مصلحة معتبرة شرعًا، ووطنيًا، وصحيًا، حتى لا نتزاحم فنفقد حبيبًا، فيتحول العيد من فرحة إلى حزن، كما اقتضت عادات بعض الناس على التوسع في زيارةالقبور في العيد، والبعض يخرج في تزاحم شديد، ولهؤلاء نقول: إن كانت الزيارة من أجل العظة ففي سائر أيام العام متسع، واجعل يوم العيد يوم فرحة، وزُر للعظة في سائر الأيام، والبعض للأسف الشديد يحول يوم العيد يوم الفرح إلى تجديد للأحزان بما لا يتناسب مع جلال وفرحة العيد، والأخطر من ذلك تحول بعض ساحات المقابر إلى ما يشبه السوق، ويصاحب ذلك من التزاحم وألعاب للأطفال وغير ذلك، مما يشكل في ظل الظروف الراهنة خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، فكل ما يؤدي إلى التزاحم والتلاحم والتلاصق، ويسهم في نقل العدوى علينا أن نبتعد عنه، وعلينا الالتزام بالكمامة، وإجراءات التباعد حرصًا على أبائنا وأنفسنا ووطننا ومجتمعنا، حتى يظل العيد فرحة.