انتخابات الوفد 2025.. غضب قيادي من انفراد البدوي بالقرار وشكوك في جدية سري الدين

تقف انتخابات حزب الوفد المقررة الشهر المقبل أمام منعطف تاريخي في ظل تراجع الدور السياسي للحزب، وهو ما تجلى في تدني حصته من المقاعد ضمن القائمة الوطنية بانتخابات البرلمان والشيوخ، فضلاً عن الأزمات المتلاحقة التي عصفت باستقراره.

انقسام حول عودة البدوي وتشكك في جدية "سري الدين"
 

تسود أروقة "بيت الأمة" حالة من الاستياء المتصاعد حيال نية الدكتور السيد البدوي الترشح مجدداً، حيث يرى تيار داخل الحزب أن العودة للماضي لن تحل أزمات الحاضر. وفي المقابل، يواجه الدكتور هاني سري الدين حالة من "التجاهل التنظيمي" رغم كونه أول من طرح فكرة الترشح؛ ويعزو مراقبون هذا الفتور إلى سوابق سري الدين في إعلان نية الترشح ثم التراجع عنها في اللحظات الأخيرة، مما أفقد تحركاته الزخم المطلوب.

مشاورات سري الدين: بحث عن رؤية إنقاذية
 

من جانبه، أكد هاني سري الدين أنه لم يحسم قراره بشكل نهائي بعد، حيث يجري حالياً سلسلة من المشاورات المكثفة مع رموز وقيادات وفدية تاريخية. ويهدف سري الدين من هذه اللقاءات إلى بلورة رؤية شاملة قادرة على انتشال الحزب من عثراته، واستعادة مكانته المفقودة في الشارع المصري، بما يضمن عودة الوفد كلاعب رئيسي في المشهد السياسي وفقاً لثوابته الوطنية الراسخة.

تتصاعد حدة الخلافات داخل "بيت الأمة" بسبب انفراد الدكتور السيد البدوي بقرار الترشح لرئاسة الحزب، وهو ما اعتبره كادر وفدي واسع خروجاً عن "التوافق" الذي لمّح إليه البدوي سابقاً؛ حيث كان قد أعطى إشارات لعدد من القيادات بدعمه لمرشح من داخل الصف القيادي الحالي بدلاً من المنافسة بنفسه.

وفي هذا السياق، أكد عضو بالهيئة العليا للحزب أن تحرك البدوي الأخير قوبل بـ "صمت مطبق" وتجاهل رسمي من قِبل الهيئة العليا، مشيراً إلى أن حالة الحفاء أو الترحيب بقراره تقتصر فقط على بعض القواعد الحزبية والمنتسبين العاديين، بعيداً عن المؤسسات القيادية للحزب التي بدت غير راضية عن هذه الخطوة المفاجئة.