الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 الموافق 25 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

عالم أزهرى يرد على أحمد السقا: خالد بن الوليد له مكانة دينية رفيعة لا يجوز أن تُختزل في الشكل أو القوة الجسدية

الثلاثاء 16/ديسمبر/2025 - 02:30 م
أحمد السقا
أحمد السقا

أكد الدكتورأسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى رأسهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، لهم مكانة دينية وتاريخية رفيعة لا يجوز أن تُختزل في الشكل أو القوة الجسدية، موضحًا أن الشريعة الإسلامية فرّقت بوضوح بين الوصف الظاهري للخِلقة، وبين تزكية النفس أو الإيحاء بالأحقية والمقارنة بالمقام الإيماني للصحابة.

 

التشبيه في الهيئة الجسدية من حيث الأصل لا حرمانية فيه

وأوضح قابيل، خلال تصريحات له، أن التشبيه في الهيئة الجسدية من حيث الأصل لا حرمانية فيه، إذا كان مجرد وصف للشكل والبنية الجسدية، ترتيبا لعمل فني، لكن الخطورة تظهر حين يتحول الكلام إلى تعظيم للذات أو تقديمها بوصفها الأقرب في المكانة وهذا لم يتطرق له الفنان في حديثه، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم وضع ميزان التفاضل بوضوح في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، وقوله سبحانه: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾، وهو ما يؤكد أن القيمة الحقيقية ليست في الجسد ولا الملامح، وإنما في التقوى والعمل.

 

العظمة في الإسلام ليست مادية ولا شكلية

وأضاف العالم الأزهري، أن النبي ﷺ حسم هذا المعنى حين قال: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، وهو حديث صحيح يقرر قاعدة شرعية واضحة، مفادها أن العظمة في الإسلام ليست مادية ولا شكلية، وإنما روحية وأخلاقية وسلوكية.

وأكد الدكتور أسامة قابيل على أن خالد بن الوليد رضي الله عنه لم يكن خالدًا في تاريخ الأمة بسبب بنيته الجسدية أو قوته البدنية، وإنما بسبب إيمانه الصادق، وتحوله الإيماني العميق، وإخلاصه لله ورسوله، وتضحياته في نصرة الإسلام، مؤكدًا أن مقام الصحابة لا يُقاس بأحد، ولا يصح أن يُستدعى في سياق المفاضلة أو الترويج الذاتي، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه».

 

الحديث عن الرموز الإسلامية والتاريخية الكبرى يحتاج قدرًا عاليًا 

وشدد على أن الحديث عن الرموز الإسلامية والتاريخية الكبرى يحتاج قدرًا عاليًا من الوعي والانضباط في الألفاظ، خاصة في المجال الإعلامي والفني، حتى لا يُساء إلى رموز الأمة دون قصد، داعيًا الجميع إلى التفريق بين الإعجاب المشروع بالشخصيات التاريخية، وبين إسقاطها على الذات أو اختزال عظمتها في الشكل أو القوة الجسدية وحدها، وداعيًا بأن يرزقنا الله جميعًا الأدب مع رموز ديننا وتاريخها.