الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

صاروخ «أوريشنك» يعيد خلط أوراق الردع مع بدء إنتاجه وخطط نشره خارج روسيا

الأحد 14/ديسمبر/2025 - 05:12 م
أحدث منظومات الصواريخ
أحدث منظومات الصواريخ الباليستية الروسية

يعد صاروخ «أوريشنك» من أحدث منظومات الصواريخ الباليستية الروسية فرط الصوتية متوسطة المدى، حيث عاد إلى دائرة الاهتمام الدولي عقب إعلان موسكو بدء إنتاجه وخطط نشره خارج الأراضي الروسية.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده شرعت مؤخرًا في الإنتاج العملي لصاروخ «أوريشنك»، مؤكدًا أن روسيا تخطط لنشره في بيلاروسيا قبل نهاية عام 2025، في خطوة تعكس تصعيدًا لافتًا في قدراتها العسكرية.

كشف التعريف بالصاروخ أن «أوريشنك» هو صاروخ باليستي فرط صوتي متوسط المدى، يحمل اسمه من الكلمة الروسية التي تعني «شجرة البندق»، وقد استخدم ميدانيًا لأول مرة في 21 نوفمبر 2024، عندما نفذت روسيا ضربة دقيقة استهدفت منشأة صناعية دفاعية في مدينة دنيبرو الأوكرانية.

أبرزت الخصائص الفنية للصاروخ تمتعه بسرعة عالية وقدرة متقدمة على المناورة أثناء الطيران، إلى جانب إمكانية تزويده برؤوس حربية متعددة، ما يجعل اعتراضه تحديًا كبيرًا حتى أمام أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة.

أوضحت المواصفات أنه صاروخ متنقل يعمل بالوقود الصلب، ويستطيع بلوغ سرعة تصل إلى 10 ماخ، كما يمكنه حمل مركبات إعادة دخول متعددة مستقلة التوجيه تتيح له إصابة عدة أهداف في وقت واحد، مع إمكانية تجهيزه برؤوس حربية تقليدية أو نووية.

قدّرت التحليلات العسكرية مدى الصاروخ بنحو 5000 كيلومتر، وهو ما يمنحه القدرة على استهداف مساحات واسعة داخل القارة الأوروبية.

حملت قراءة الخبراء دلالات استراتيجية واسعة، معتبرين أن «أوريشنك» لا يمثل مجرد إضافة تقنية للترسانة الروسية، بل يشكل رسالة ردع واضحة في ظل مداه البعيد وسرعته الفائقة وصعوبة اعتراضه.

رجّح محللون أن يكون الاستخدام الميداني للصاروخ موجّهًا بالأساس لإرسال رسالة سياسية وعسكرية إلى الغرب، وخاصة أوروبا، أكثر من تحقيق مكاسب مباشرة على أرض المعركة.

أبدى مسؤولون غربيون مخاوف من إدخال الصاروخ إلى الخدمة، ورغم تقليل بعضهم من تأثيره العسكري المباشر بسبب محدودية أعداده، حذروا من أنه يعكس تصعيدًا في الخطاب والقدرات الاستراتيجية الروسية، خاصة مع احتمالية حمله رؤوسًا نووية.

جاءت هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر في الصراع الروسي الأوكراني، وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق المواجهة وانعكاساتها على الأمن الأوروبي والدولي.