أهداف قياسية.. مونديال الناشئين يشتعل في نصف النهائي
مع اقتراب بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عامًا من محطتها قبل الأخيرة، تواصل النسخة المُقامة في قطر رسم ملامح جيل جديد من المواهب، بعدما شهدت الأدوار الماضية غزارة تهديفية ومفاجآت كروية صنعت الكثير من الدهشة والإثارة.
فعلى مدار 72 مباراة في دور المجموعات فقط، اهتزت الشباك 250 مرة، في مشهد يعكس الجرأة الهجومية وروح المغامرة لدى اللاعبين الصغار، الذين يخوضون أولى خطوات الأحلام الكبرى.
من بين تلك اللحظات، برزت الجولة الثالثة كأغزر الجولات تهديفًا بـ 93 هدفًا، وكأن المنتخبات قررت أن تُعلن عن نضجها الفني دفعة واحدة.
وفي أدوار الحسم، وانطلاقًا من دور الـ32 مرورًا بالـ16 ثم ربع النهائي، سجلت البطولة 73 هدفًا إضافيًا، ليصل مجموع الأهداف حتى الآن إلى 323 هدفًا، في نسخة تُعد من الأعلى تهديفيًا في تاريخ البطولة.
ومع نهاية ربع النهائي، أسدل الستار على أربع مواجهات كانت أقرب إلى الامتحانات النفسية منها إلى المباريات، حيث انتزع منتخب النمسا بطاقة التأهل بعد الفوز على اليابان بهدف صامت لكنه ثمين، فيما كررت إيطاليا النتيجة ذاتها أمام بوركينا فاسو، لتتقدم بخطى ثابتة نحو المربع الذهبي.
أما البرتغال، فقد قدمت واحدة من أفضل مبارياتها وفازت على سويسرا بهدفين دون رد، بينما توقفت رحلة منتخب المغرب عند الهزيمة أمام البرازيل بنتيجة 2-1، ليكمل السامبا ركب المتأهلين.
واليوم، يحمل نصف النهائي نكهة أوروبية لاتينية خالصة؛ إذ يلتقي النمسا وإيطاليا في مواجهة تكتيكية خالصة عند الثالثة والنصف عصرًا، تليها قمة واعدة بين البرازيل والبرتغال في السادسة مساء، في صراع مهاري ينتظره عشاق كرة القدم حول العالم.

وبين الأرقام والأهداف والمواهب، تظل النسخة الحالية من البطولة أكثر من مجرد منافسات؛ إنها مساحة يختبر فيها اللاعبون الصغار أحلامهم الأولى، ويكتبون حكايتهم الخاصة قبل أن يصبحوا نجوم الغد.
قطر من جهتها وفّرت بيئة مثالية، وباتت شريكة في صناعة الجيل القادم الذي سيقف قريبًا على منصات البطولات الكبرى.



