الجمعة 19 ديسمبر 2025 الموافق 28 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

جماجم موتى وهياكل عظمية بالظهير الصحراوي بأسيوط تثير الرعب.. “مصر تايمز” يكشف حقيقة استخدامها فى صناعة الهيروين

الأربعاء 29/أكتوبر/2025 - 04:09 م
استخدام الجماجم فى
استخدام الجماجم فى صناعة المخدرات

* خبير أمنى يؤكد: شائعات ليس لها أي أساس من الصحة 

 

* طحن الجماجم خرافة رقمية تلاحق مجتمعا يصدق بسهولة


 

جمامجم موتى وهياكل عظمية داخل أجولة معبأة ومغلقة.. القصة المثيرة للرعب والخوف بدأت من هنا في محافظة أسيوط، وتكررت للمرة الثانية بعد العثور على جماجم وهياكل عظمية بشرية معبئة ببعض الأجولة الملقاة بالظهير الصحراوى بمنطقة مير بالقوصية، وذلك بعد مرور 15 يوما على الواقعة الأولى الخاصة بالعثور على 14 جوالًا للجماجم وهياكل وعظام بشرية بنفس المنطقة لـ27 جثةز

الواقعة أثارت الكثير من التساؤلات والخوف والقلق خاصة بعد إثارة تحويل تلك الجماجم بعد طحنها إلى مواد مخدرة خاصة البودرة.

 

صناعة المخدرات من عظام الجماجم غش تجارى


“مصر تايمز” فتح ملف القضية الغامضة، وحاول التحقق من ملابساتها ، حيث وجد امتلاء صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع ومنشورات تزعم أن تجار مخدرات يقومون بـ"طحن جماجم الموتى" واستخدامها في تصنيع الهيروين.


المنشورات تلقفها رواد مواقع التواصل الاجتماعى انتشر بسرعة البرق، وأثار حالة من الذعر والاشمئزاز، حتى ظن البعض أن وراءها عصابات تمارس طقوسًا شيطانية.

الحقيقة كشفها أحد الأطباء المتخصصين رفض ذكر اسمه، حيث قال إنه يتم استخدام جماجم الموتى وخاصة الأطفال بعد طحنها فى صناعة المواد المخدرة، حيث تضاف إلى الهروين، ولكن في حقيقة الأمر أن جمامجم الموتى والهياكل العظمية التي يتم طحنها هي نوع من أنواع الغش التجاري والتي ليس لها أي علاقة والمخدرات مثال على ذلك إضافة الحنة على الحشيش.

 

هل هناك دليل علمى أو جنائى على طحن الجماجم واستخدامها فى صناعة المخدرات؟


فيما كشف لنا اللواء أشرف عبدالغزيز الخبير الأمني أنه لا وجود أي دليل علمي أو جنائي يدعم رواية جخول عظام وجماجم الموتى فى صناعة المواد المخدرة، مشيرا إلى أن الواقع أخطر وأعمق من مجرد شائعة مرعبة.

مضيفاً أن الفكرة في ظاهرها صادمة، وفي باطنها غير منطقية. فمن الناحية العلمية، لا يمكن لأي مادة عظمية  بشرية أو غير بشرية  أن تدخل في تركيب مادة أفيونية مثل الهيروين. فالهيروين ليس "خليطًا عضويًا"، بل مركب كيميائي مشتق من المورفين، أحد مكونات نبات الخشخاش.


أما تداول فكرة “طحن الجماجم” فهو استغلال للعاطفة الشعبية التي تميل لتصديق الغرائب، خصوصًا في ظل غياب ثقافة التحقق من المصدر. وهكذا تتحول الأكاذيب إلى “ترند”، ويتحول الرعب إلى تجارة رقمية مربحة على حساب وعي الناس.

 

وأكد اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني الميداني: تداول الرواية بهذه الصورة لا يستند إلى أي تحقيق أو محضر رسمي. وأن الأجهزة الأمنية لا تتعامل مع “أساطير”، بل مع أدلة. ومثل هذه القصص تشتت جهود المكافحة، لأنها تحول انتباه الرأي العام عن الجرائم الحقيقية، مثل تهريب المواد الكيميائية التي تُستخدم في تصنيع المخدرات فعلاً.»

 

ويضيف اللواء أشرف: إذا ثبت أن شخصًا اعتدى على مقبرة أو عبث بجثة، فالقانون المصري واضح وصارم، ويعاقب على انتهاك حرمة الموتى بالسجن المشدد. لكن ربط ذلك بصناعة الهيروين أمر خيالي لا يقف أمام أي فحص علمي أو جنائي.

 

حملات توعية رقمية تشرح للناس كيفية التحقق من الأخبار


فيما أكدت الدكتورة إيناس عبد العزيز، خبيرة الأمن الرقمي، أن أصل المشكلة رقمي بالأساس، وتقول ان هذه النوعية من الشائعات تنتشر بسرعة لأن المنصات الاجتماعية تُكافئ المحتوى الصادم وتُعاقب المحتوى الهادئ. فكلما زاد الرعب والغموض، زاد التفاعل، وبالتالي الأرباح. النتيجة: معلومة خطأ تصل إلى ملايين خلال ساعات، وتتحول من إشاعة إلى حقيقة في نظر العامة.

 

وتتابع : نحتاج إلى حملات توعية رقمية تشرح للناس كيفية التحقق من الأخبار قبل مشاركتها، وعلى الدولة أن تصدر بيانات علمية مبسطة في كل مرة تنتشر فيها شائعة تمس الأمن العام أو القيم الدينية والاجتماعية.

 

التحقيقات الموثوقة، وليس الشائعات، هي ما يجب أن ننتظرها قبل إطلاق الأحكام.
الرهان الحقيقي ليس على القصص المرعبة، بل على العقل الواعي الذي يعرف كيف يفرّق بين الحقيقة والخداع.


فـ"طحن الجماجم" خرافة رقمية، لكنها تكشف عن مأساة أكبر: مجتمع يصدق بسهولة، ومنصات تربح من الخوف، وغياب مستمر للمعلومة الموثقة.

وأكد اللواء أشرف عبدالعزيز: ان الجهات لا تطارد الخرافات.. فهي تطارد المجرمين الحقيقيين.