عمال موانئ أوروبا يقودون تحركاً غير مسبوق مع دعوة لإضراب عام من أجل غزة
شهدت مدينة جنوى الإيطالية اجتماعا تاريخيا لوفود عمالية من موانئ أوروبا والبحر المتوسط، وذلك بدعوة من نقابتى العمال المستقلين فى الموانئ CALP والاتحاد النقابى القاعدى USB ، والذى أسفر عن قرار تنظيم إضراب عام أوروبى للتنديد بـ الإبادة الجماعية فى غزة على أيدى اسرائيل، ورفض سياسات التسلح التى تنتهكها الحكومات الأوروبية.
وأشارت صحيفة لا ريوبوبليكا الإيطالية إلى أن الاجتماع انعقد في مقر نقابى يطل على الميناء العملاق لجنوى، أحد أهم المراكز التجارية والصناعية في أوروبا، ويُنظر إلى هذا الميناء، الذي يعالج سنوياً 48 مليون طن من البضائع، بوصفه موقعاً استراتيجياً في حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد العسكرية، وفي 22 سبتمبر، تمكن عمال الشحن الإيطاليون من شل عمل الموانئ الكبرى، في خطوة غير مسبوقة لرفض الإبادة في غزة، تحت شعار: "لنوقف كل شيء".
وأوضحت الصحيفة أنه بعد هذه التعبئة، شهدت عشرات المدن الإيطالية تظاهرات تضامناً مع فلسطين، وفي 27 سبتمبر، أعادت الوفود الدولية في جنوى تأكيد مطالبها، وعلى رأسها: وقف الإبادة، إنشاء ممرات إنسانية، حظر استخدام الموانئ لشحن الأسلحة، ومواجهة خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة التسلح (ReArm Europe).
وأكد المشاركون أن العمال، بحكم اطلاعهم على طبيعة الشحنات التي تمر عبر الموانئ، يملكون القوة لوقف تجارة الموت، وتمت تلاوة نص مشترك وقعت عليه جميع الوفود، اعتُبر خطوة أولى نحو تحركات منسقة على مستوى القارة، كما انضم الطلاب بقوة للحراك، عبر اعتصامات في الجامعات والمدارس، مؤكدين أن "حظر الأسلحة ليس جريمة" وأن جيل الشباب هو الامتداد الطبيعي لنضالات الطبقة العاملة.
ذكر ممثلو النقابات بتاريخ عريق من النضال العمالي المناهض للحروب، بدءاً من الجزائر وفيتنام وصولاً إلى تشيلي، مؤكدين أن ما يحدث اليوم في جنوى استمرار لتلك التقاليد، وشددوا على ضرورة إعداد جيل جديد من النقابيين يتبنى خطاً معادياً للإمبريالية وعسكرة أوروبا.
ودفعت التطورات في إيطاليا أكبر نقابة في البلاد، CGIL، إلى مراجعة موقفها الملتبس تجاه غزة، تحت ضغط قواعدها التي لوحت بتمزيق بطاقات العضوية، كما تتحضر فرنسا لإضرابات ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون في 2 أكتوبر، بينما دعت النقابات الكتالونية والباسكية إلى تحركات جديدة منتصف الشهر المقبل، ويرى مراقبون أن تزامن هذه التحركات مع دعوة عمال جنوى قد يشكل بداية موجة أوروبية واسعة من العصيان العمالي ضد الحرب والتقشف.
في ختام الاجتماع، أكد العمال أن رسالتهم تتجاوز حدود إيطاليا "لن نكون شركاء في الإبادة. قوتنا في الموانئ قادرة على تعطيل آلة الحرب، وسنستخدمها دفاعاً عن فلسطين وضد عسكرة أوروبا".





