الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة الفريق الشاذلي مهندس حرب أكتوبر

السبت 01/أبريل/2023 - 12:34 م
مصر تايمز

تحل اليوم الذكرى الـ50 لإنتصارات العاشر من رمضان، لتتوافق مع ذكرى ميلاد أحد أعظم قادة حرب الـ6 من أكتوبر، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة حينذاك، الفريق سعد الدين الشاذلي، حيث ولد فى 1  أبريل 1922، ويعتبر الفريق الشاذلي، هو المخطط للهجوم المصري على خط بارليف وواضع خطة العبور كاملة.

 

في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة الفريق الشاذلي مهندس حرب أكتوبر



ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل في 1 أبريل 1922 في أسرة فوق المتوسطة أبوه هو الحاج الحسيني الشاذلي، وأمه السيدة تفيدة الجوهري وهي الزوجة الثانية لأبيه، وسمىّ على اسم الزعيم سعد زغلول، التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان أصغر طالب في دفعته، تخرج من الكلية الحربية في يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة في نفس دفعة خالد محيي الدين، في عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم. 



سافر وهو برتبة رائد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة تدريبية متقدمة عام 1953 في المظلات وهو من أول من حصل على فرقة رينجرز وهي مدرسة المشاة الأميركية، وكان قائداً ومؤسس أول فرقة مظلات في مصر، تولى قيادة الكتيبة 75 مظلات  أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، كما تولى قيادة سلاح المظلات. 

أظهر الفريق الشاذلي تميزًا نادرًا وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته، ليتولى أكبر المناصب القيادية لكفاءته وقدرته العسكرية، إلا أن حياته المهنيه شهدت العديد من الخلافات مع قادته، ويرصد "مصر تايمز"، في التقرير التالى، أبرز خلافات الفريق سعد الدين الشاذلي : 


خلافه مع الفريق أول محمد صادق


عند تعيين الشاذلي رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، كان وزير الحربية  وقتئذ الفريق أول محمد صادق، الذي دخل معه في خلافات حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، فكان الفريق أول محمد صادق يرى أن الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق على العدو في المعدات والكفاءة القتإلية لجنوده، عندها فقط يمكنه القيام بعملية هجومية واسعة تدمر القوات الإسرائيلية في سيناء وتتقدم إلى المضائق ومنها إلى غزة. 

الإ أن الشاذلي، اختلف مع تلك الرؤية، بكونها لا تتماشى مع الإمكانيات الفعلية للقوات المسلحة لضعف القوات الجوية وعدم وجود دفاع جوي متحرك يحمي القوات المتقدمة

وبعد نقاشات مطولة بين الشاذلي والفريق أول محمد صادق، توصل الشاذلي إلى حل وسط وهو إعداد خطتين الأولى تهدف إلى احتلال المضائق أطلق عليها اسم العملية 41 والثانية تهدف إلى الاستيلاء على خط بارليف وأطلق عليها اسم عملية بدر، ولكن الفريق أول محمد أحمد صادق لم يقتنع ومن وجهة نظرة أن مصر لن تحتمل هزيمة أخرى.

في 26 أكتوبر 1972، أقال أنور السادات الفريق أول محمد صادق من وزارة الحربية لاختلافه مع رؤيته لتحرير الأرض، واقتناعه برؤية الشاذلي.


خلافه مع المشير أحمد إسماعيل 


بدأ خلاف الفريق الشاذلي مع المشير أحمد إسماعيل في العام 1960، في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، حاول خلالها العميد أحمد إسماعيل حينذاك فرض هيمنته الإدارية والعسكرية على العقيد الشاذلي بحكم رتبته العسكرية الأعلى، رغم اختلاف مهمتيهما ومرجعيتيهما، إلا أن الشاذلي رفض هذا المنطق وتبادل كلاهما الكلمات الخشنة حتى كادت تصل إلى الاشتباك بالأيدي.
 

الخلاف بين الشاذلي و إسماعيل أخذ منحنى أخر ففي العام 1969، عين أحمد إسماعيل رئيس لهيئة أركان حرب القوات المسلحة بعد مقتل الفريق أول عبد المنعم رياض في 9 مارس 1969، فقام الشاذلي بتقديم استقالته لدى مكتب وزير الحربية محمد فوزي، باعتبار أن أحمد إسماعيل سيحتك به مرة أخرى من خلال منصبة الجديد. 

وفي 9 سبتمبر 1969، تم إحالة أحمد إسماعيل إلى التقاعد بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر، إثر حادثة الإغارة الإسرائيلية على الزعفرانة في خليج السويس. 


خلافه مع الرئيس محمد أنور السادات  


بدأ الخلاف بين الفريق سعد الدين الشاذلي و الرئيس أنور السادات، عندما طلب السادات من أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا، إلا ان الشاذلي عارض  الفكرة بشدة بسبب أن أي تطوير خارج نطاق ال 12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي. 

ليستمر الخلاف بين الشاذلي والسادات في طريقة إدارة المعركة حتي إعلان وقف إطلاق النار بين الجانب المصري والإسرائيلي. 

بعد توقيع الرئيس أنور السادات لمعاهدة كامب ديفيد عام 1978، انتقد الفريق الشاذلي بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانية وهاجم الرئيس أنور السادات واتهمه بالديكتاتورية واتخذ القرار بترك منصبه سفيراً لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي.

في عام 1978 أصدر الرئيس أنور السادات مذكراته البحث عن الذات واتهم فيها الفريق الشاذلي بالتخاذل وحمله مسؤولية التسبب بالثغرة ووصفه بأنه عاد منهاراً من الجبهة يوم 19 أكتوبر وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق، هذا ما دفع بالفريق الشاذلي للرد على الرئيس أنور السادات بنشر مذكراته "حرب أكتوبر".

اتهم الفريق الشاذلي في كتابه الرئيس أنور السادات بإتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر للخطط العسكرية أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.