الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

العميد السابق للدراسات الإسلامية بسوهاج: الدين الإسلامي دين الإنصاف حتى مع الأعداء

السبت 06/نوفمبر/2021 - 05:32 م
محمد عمر أبو ضيف
محمد عمر أبو ضيف القاضي

قال الأستاذ الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر بسوهاج، أن ديننا الإسلام هو دين الإنصاف في أعلى صوره، والعدل في أبهى حلله، حتى مع الخصوم الذين نكرههم يأمرنا بالعدل قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنئنان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب التقوى) .

وأكد العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية، أن الدين الإسلامي يأمرنا بشهادة الحق وقول القسط حتى على أقرب الناس، أصلك وفرعك، فالإنصاف ديننا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير مطبق لذلك ومعلم له.. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه: إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق.

وأردف الدكتور محمد القاضي، أن من أروعِ ما قِيلَ في الإنصاف، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم فالبرغم انه جاءَ لهدمِ مظالم الجاهليةِ بمعولِ عدل الإسلام، إلا أنه يُشيدُ بما كان للعربِ من أخلاقِ حَسنة وإن كانوا قوم جاهلية.

وتابع .. أن العرب قالت  قديماً: الإنصافُ عزيز ! هذا لأنها تعرفُ أنه على المرء أن يَتجرَّدُ من هَواه، ويضعُ الحقَ نُصبَ عَينيه ليَكونَ مُنصفاً، مشيرا أن  الإمامُ أحمد سألَ بعض تلاميذه: من أين أقبلتم؟.. فقالوا: من مجلسِ أبي كُريب، فقال: اكتبوا عنه فإنه شَيخ صَالح. فقالوا: إنه يَطعنُ فِيك،  قال: فأي شَيءٍ حَيلتي، شيخٌُ صالحُُ قد بُلي بي، مشيراً أن أبو نُعيمٍ الحافظ ابن مندة ذكره، فقال: كان جَبلاً من الجِبال وقد كان بينهما وحشة شَديدة وخِلاف. 

وتابع العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بسوهاج، سُئل عليُّ بن المَديني عن رِجالٍ من أهلِ الحَديث فأجاب، ثم سُئلَ عن أبيه، فقال: اسألوا غيري، فقالوا: قد سألناكَ أنتَ،  فأطرقَ رأسه ثم رفعهُ وقال: هذا هو الدين أبي ضعيف الحديث.

وأشار "القاصي" أن أبو داود قال: جاء رجل إلى الإمام أحمد فقال: أتكتبُ عن محمد بن منصور الطوسي؟ فقال: إذا لم نكتب عن محمد بن منصور فعمنَّ نكتب؟ فقالوا: إنه يَتكلمُ فيك، فقال: رجل صالح ابتليَ بنا.

واختتم العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بسوهاج، إنَّ من شِيمَ النُبلاءِ الإنصاف، مهما كان بينهم وبين خصومهم جفاء، قد يكون عَدوَّك كَريماً، وقد يكون باراً بأمه، وقد يكون صَادقاً لا يَكذب، وإن من اللؤم أن تتغاضى عن صِفاته هذه لأجل الخُصومة. 

وانهي القاضي حديثه، لا يقدحُ في الإيمان أن نعترفَ أن الغرب سَبقونا في هذا العصر بالعلوم والتكنولوجيا على العكس تَماماً نعترفُ لهم بهذا، ونأخذ منهم ما ينفعنا ونترك ما عَداه.. و لله درُّ أبي العتاهية حين قال:
إذا اتضحَ الصوابُ فلا تَدعه .. فإنكَ كلما ذقت الصوابا
وجدتَ له على اللهواتِ برداً .. كبردِ الماءِ حِينَ صَفا وطَابا