الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

"بلومبرج" تكشف سر انزعاج الدبلوماسيون الفرنسيون من السياسة الخارجية لماكرون

السبت 11/سبتمبر/2021 - 04:50 م
ماكرن في لبنان -
ماكرن في لبنان - ارشيفية

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قلقا متزايدا من جانب البعض داخل إدارته، بشأن نهجه في السياسة الخارجية، والذي يركز حتى الآن على الشكل أكثر من المضمون، بحسب ما ذكرته وكالة "بلومبرج" للانباء.

وقالت الصحفية أنيا نوسباوم، والصحفي سامي أدجيرني، في تقرير نشرته بلومبرج إن الرئيس الفرنسي يسخر من نصائح دبلوماسية منذ أن تولى منصبه، وبينما يستعد لخوض انتخابات جديدة في العام المقبل، تتطور التوترات لدى جهاز الشؤون الخارجية الفرنسي.

وأعرب عدد من المسؤولين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، عن شعورهم بالاحباط بسبب إصرار الرئيس الفرنسي على تقديم مبادرات رفيعة المستوى لقادة من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو الامر الذي غالبا ما يتركه "خاوي الوفاض".

وأوضحت أن الأمر لا يتعلق بمزاعم الدبلوماسيين أنهم كان يمكنهم أن يقنعوا ترامب بالالتزام باتفاق باريس للمناخ، أو أن يقنعوا بوتين بالتراجع في أوكرانيا، ولكنهم دأبوا على حث الرئيس على عدم إظهار عجز فرنسا النسبي مع مثل هذه الانتكاسات العلنية. 

وكان الرئيس أشاد مؤخرا بقرار سحب الرعايا الفرنسيين والموظفين الأفغان من كابول في وقت مبكر، ومع ذلك قال مسؤولان على دراية بالوضع، إن فرقه كانت قد تراجعت في البداية عندما حثهم السفير الفرنسي في أفغانستان، ديفيد مارتينون، على البدء في استعدادات الإخلاء في ديسمبر الماضي.

وبينما أصر الدبلوماسيون على أن الوضع على أرض الواقع سيتدهور، قال مساعدو ماكرون إنهم مبالغون، منتقدين مارتينون سرا بسبب "إثارته حالة من الذعر"، بحسب ما قاله أحد المسؤولين.

وقام ماكرون بنفسه بتسليط الضوء على نجاح العملية علنا، حيث قال في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في دبلن: "أنا سعيد جدا بذلك".

وقال الرئيس الفرنسي في بيان نقله مكتبه الصحفي عندما طلب منه التعليق على التوترات مع السلك الدبلوماسي: "أثق تماما في فريقي الدبلوماسي وفي الطريقة التي يعمل بها مع وزارة الشؤون الأوروبية والخارجية".

وبينما يمنح النظام الفرنسي الرئيس السيطرة الكاملة على السياسة الخارجية، فمن التقليدي أن يستمع الرئيس قبل إطلاق القرارت إلى النصيجة من خارج دائرته الرئاسية، وخاضة من وزارة الخارجية.

ويقول المسؤولون إن ماكرون عادة ما يكون أكثر إصرارا على المضي قدما بصورة فردية، أكثر من أسلافه، وقد قام مرارا بتهميش أعضاء حكومته، على الرغم من الخبرة المحدودة التي كانت لديه في الشؤون الدولية عندما تولى
منصبه.

ومن جانبه، يقول برونو تيرتري، نائب مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية في باريس: "لا يمكنك إلقاء اللوم على ماكرون بسبب إقدامه على المحاولة...ولكن من الممكن إلقاء اللوم عليه لعدم فهمه حدود فرنسا".

وبحسب تقرير "بلومبرج"، فإن الرئيس الفرنسي غير حصين على الصعيد المحلي، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة المقررة في العام المقبل بينه وبين مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف، قد تكون متكافئة بصورة أكبر من المنافسة التي جرت بينهما في عام 2017، وسوف يتعين على ماكرون إقناع المعتدلين بالالتفاف حوله في جولة الإعادة، في إطار سعيه للحصول على فترة ثانية في الحكم.

وكان ماكرون قد أبرم اتفاقا تاريخيا مع ألمانيا لجمع الديون المشتركة في أوروبا للصمود أمام جائحة كورونا ، كما جعل الإيرانيين يحضرون اجتماعات مجموعة السبع التي أقيمت في مدينة بياريتز الفرنسية في عام 2019 وحافظ على وجود دور دولي لفرنسا لا يتناسب مع وزنها الاقتصادي.

وأكد مستشاروه على أن ماكرون عادة ما كان قادرا على جلب لاعبين مختلفين إلى الطاولة، وأنه يعمل على المدى الطويل ، ولكن الدبلوماسيين قالوا إن قائمة الأهداف غير الواقعية تزداد طولا، مما يهدد بتقويض مصداقية ماكرون، بينما يحاول إقناع قادة أوروبا الآخرين بأنه يجب أن يكون مركز الثقل الجديد بعد تنحي المستشارة أنجيلا ميركل بعد إجراء الانتخابات الألمانية المقررة هذا الشهر.