الأربعاء 31 ديسمبر 2025 الموافق 11 رجب 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

أبو اليزيد سلامة: الأزهر الشريف حصن القرآن وطلابُه يحملون راية التلاوة إلى المستقبل

الثلاثاء 30/ديسمبر/2025 - 10:13 م
 الدكتور أبو اليزيد
الدكتور أبو اليزيد سلامة

أكد الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، أن الأزهر منذ إنشائه وحتى يومنا هذا وهو حصن القرآن الكريم ودرعه الحصين، مشددًا على أن رسالته الأساسية قامت ولا تزال تقوم على حفظ كتاب الله وصيانته، وتجويده، وفهم آياته، والعمل بأحكامه، وتطبيق معانيه في الواقع العملي، إلى جانب التخلق بأخلاق القرآن الكريم والتأسي بأخلاق الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، موضحًا أن الأزهر لا يقتصر جهده على عام بعينه، بل يقدّم في كل عام الجديد لخدمة كتاب الله تعالى من خلال جميع قطاعاته، سواء قطاع المعاهد الأزهرية أو مجمع البحوث الإسلامية أو الجامع الأزهر أو الجامعة، حيث تتشرف كل هذه القطاعات بحمل رسالة الدعوة إلى حفظ القرآن الكريم والمحافظة عليه وخدمته على الوجه الأمثل.

وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن من أبرز المبادرات التي تعكس هذا الدور التاريخي للأزهر مبادرة إخراج أول مصحف مرتل بأصوات طلاب الأزهر الشريف، وهي فكرة وُفِّق إليها القائمون عليها برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، مؤكدًا أن هذه المبادرة تنطلق من حقيقة أن مصر هي دولة التلاوة، والدولة التي قُرئ فيها القرآن الكريم وأُخرج منها المصحف المرتل إلى العالم.

وأشار إلى أن العمل على هذا المصحف استغرق ثلاث سنوات متواصلة من التدريب المكثف والعمل الجاد، حيث تم اختيار مجموعة من طلاب الأزهر الشريف، وتدريبهم وتأهيلهم، ثم تسجيل تلاواتهم، ومراجعتها وتدقيقها بدقة بالغة، لافتًا إلى أن المصحف عُرض على لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف، وهي أقدم لجنة من نوعها في العالم الإسلامي، حيث تمت مراجعته ثلاث مرات، ثم حصل على الإجازة بالنشر والتداول، قبل أن يُعرض مرة رابعة توثيقًا وتأكيدًا، ثم يُبث عبر إذاعة القرآن الكريم، في خطوة تهدف إلى وصل الحاضر بالماضي، وربط أبناء اليوم بجيل الرواد والعباقرة من كبار قرّاء القرآن الكريم.

وأكد مدير عام شؤون القرآن الكريم أن هذه المبادرة تمثل سبقًا غير مسبوق للأزهر الشريف، وتعكس حكمة القيادة الأزهرية ورؤيتها الثاقبة في تقديم أبناء الأزهر إلى المشهد القرآني، موضحًا أن ما شهده العالم خلال شهر رمضان الماضي من إمامة طلاب الأزهر للمصلين في الجامع الأزهر، وقراءتهم بالقراءات العشر، كان رسالة قوية تؤكد مكانة الأزهر وريادته، ودليلًا على أن لديه مئات الطلاب المتقنين المجيدين لتلاوة القرآن الكريم، القادرين على حمل هذه الراية مستقبلًا في دولة التلاوة.

وتطرق الدكتور أبو اليزيد سلامة إلى اهتمام الأزهر الشريف بدمج وتمكين ذوي الهمم، مؤكدًا أن هذا الملف يحظى بعناية كبيرة من جميع قطاعات الأزهر، ومن بينها الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم، حيث تم إطلاق مبادرات نوعية مثل مشروع "الكتاب المسموع" لطلاب الأزهر من ذوي الإعاقة البصرية، إلى جانب إهدائهم مصاحف وكتب تجويد مطبوعة بطريقة برايل، في سابقة هي الأولى من نوعها عالميًا، بما يضمن تمكينهم من تعلم القرآن الكريم وعلومه، والمشاركة الفاعلة في خدمة كتاب الله، وترسيخ مبدأ أن القرآن حق للجميع دون استثناء.