عبد الحليم قنديل: ثورة 30 يونيو استعادت بوصلة الدولة الوطنية بعد عقود من التزييف
رسم الكاتب والمفكر السياسي عبد الحليم قنديل، لوحة عريضة لواقع مصر منذ رحيل الزعيم جمال عبد الناصر وحتى اللحظة الراهنة، مؤكدًا أن الوجدان الجمعي المصري ظل عصيًا على التزييف، ومنتصرًا دائمًا للمشروع الوطني الحقيقي رغم كل محاولات المحو.
ووصف عبد الحليم قنديل، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، عصر السادات بـ"تيار النهب العام"، مشيرًا إلى أن الانفتاح الاقتصادي خلق طبقة من الأثرياء الجدد على حساب الإنتاج القومي، مقارنًا بين وضع مصر وكوريا الجنوبية عام 1973 حيث كانتا "رأس برأس"، بينما تراجعت مصر لاحقًا نتيجة التخلي عن قواعد التنمية الإنتاجية.
وأكد أن نبوءة الشعب في جنازة جمال عبد الناصر حين هتفوا "يا ناصر يعود الفل من بعدك هنشوف الذل" لم تكن مجرد عاطفة، بل كانت إدراكًا شعبيًا لما سيؤول إليه الحال، مستدلًا على ذلك باستدعاء الجماهير لصورة جمال عبد الناصر وأغاني عبد الحليم حافظ في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، رغم مرور عقود على رحيله، كرمز للعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية.
وعن حقبة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فرق بين مبارك القائد العسكري ومبارك رئيس الدولة؛ فبينما أنصفه كقائد للضربة الجوية في حرب أكتوبر، وصف رئاسته التي امتدت لثلاثة عقود بأنها كانت "ضربة نووية كاسحة" ضد التكوين النفسي والمجتمعي لمصر، موضحًا أن طول فترة الركود أدى إلى هجرتين: "هجرة جغرافية" بحثًا عن لقمة العيش، و"هجرة تاريخية" بالعودة إلى التدين المظهري المعمم، مما أدى لتحلل المجتمع وتجهيز التربة لظهور تيارات الاحتجاج لا التغيير المُنظم.
وفي تشخيصه لوصول الإخوان للسلطة، اعتبر أن حكمهم كان قدرًا محتومًا نتاج سياسات بدأها السادات وعززها مبارك، وهي معادلة "النهب للسلطة والدين للمجتمع"، مؤكدًا أن السادات هو من قاد بناء تضخم الإخوان للانتقام من الناصرية، لكن من حسن حظ مصر أنهم وصلوا للحكم والشارع ساخن يؤمن بمقدرة الأسفلت.
وكشف عن الانهيار السريع لشعبية الإخوان؛ حيث تراجعت من 47% في البرلمان إلى مستويات متدنية في شهور قليلة من حكم مرسي، مما مهد لثورة 30 يونيو التي استعادت بوصلة الدولة الوطنية.



