أسامة قابيل يحذر: قول "دي سنة سوداء" اعتداء على مقام الألوهية
حذر الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، من خطورة الانسياق وراء العبارات الشائعة التي تتضمن سباً للدهر أو للزمن، مؤكداً أن قول البعض عند مرور تجربة سيئة: "غوري يا سنة 2025 كنتِ سنة سوداء"، أو "ده يوم أسود"، أو "كان أسبوعاً أسوداً"، هي عبارات منتشرة لكنها تحمل في طياتها خطأً شرعياً جسيماً يجب التوقف عنه فوراً.
وأكد الدكتور قابيل، في تصريحات له، أن خطورة هذه العبارات تكمن في أنها تقع تحت طائلة النهي الصريح الوارد في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى قال: "يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِيَ الْأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" (متفق عليه).
وأوضح أن الدهر هو في حقيقته مجرد وعاء زمني لا يفعل شيئاً بذاته، فليس هو من يجعل السنة بيضاء أو سوداء، بل هو الزمان الذي تقع فيه الأحداث التي قدرها الله تعالى على عباده.
وأضاف أن المسلم عندما يسب الدهر أو يوجه إليه الشتائم، فكأنه في الحقيقة يوجه اللوم والسب والاعتراض على خالق الدهر ومُقَدِّر هذه الأحداث، وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر يُعد اعتداءً على مقام الألوهية والتدبير الإلهي.
وشدد على ضرورة أن يفهم المؤمن أن كل ما يصيبه في حياته، سواء كان خيراً أو شراً، هو بتقدير الله وحكمته المطلقة، وأن الواجب الشرعي يقتضي مواجهة المصائب بالصبر والاسترجاع، أي قول "إنا لله وإنا إليه راجعون"، لا بالاعتراض أو سب الزمان.
وناشد الدكتور قابيل جميع المسلمين بضرورة الامتناع الفوري عن استخدام هذه العبارات السلبية، والحرص على تطهير الألسنة والقلوب من كل ما قد يغضب الله تعالى، مذكراً بأن المسلم محاسب على كل كلمة تخرج من فيه، مصداقاً لقوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".
وأضاف الدكتور أسامة قابيل أن النبي ﷺ نبّه إلى خطورة التفريط في الزمن والعمر، بقوله: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، موضحًا أن الإنسان قد يمتلك الوقت والصحة لكنه لا يحسن استثمارهما في طاعة الله أو فيما ينفعه، فيكون من الخاسرين دون أن يشعر.
وأكد أن سبّ الزمن أو تحميله مسؤولية الإخفاقات ما هو إلا صورة من صور العجز عن الفهم الصحيح لمعنى الابتلاء، بينما المطلوب هو اغتنام الأيام والساعات فيما يقرب العبد من ربه ويصلح دنياه وآخرته.
وأشار الدكتور قابيل إلى أن بداية العام الجديد يجب أن تكون محطة مراجعة صادقة مع النفس، لا ساحة للسبّ والتشاؤم، داعيًا الناس إلى استقبال الأيام المقبلة بالأمل وحسن الظن بالله، والعمل الجاد، والدعاء بالخير لأنفسهم ولغيرهم. وتمنى أن يكون العام القادم عام وعيٍ وإصلاح، تُستثمر فيه الأوقات، وتُصان فيه الألسنة، وتُستقبل أقدار الله بالرضا والثقة في حكمته سبحانه وتعالى.





