لماذا جمع القرآن بين الشرك والبخل في وصف أهل النار؟.. هاني تمام يوضح
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر الشريف، أن من أقبح الصفات الطبيعية في الإنسان صفة البخل، كما أن من أقبح صفاته العقدية صفة الشرك بالله سبحانه وتعالى، موضحًا أن القرآن الكريم جمع بين هاتين الصفتين في موضع واحد عند الحديث عن عذاب أهل النار، مستشهدًا بقوله تعالى: «خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين»، مبينًا أن الآية جمعت بين أقبح صفتين يمكن أن تجتمعا في إنسان، وهما الشرك من حيث الدين والعقيدة، والبخل من حيث السلوك والأخلاق.
وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن البخل صفة قبيحة للغاية، لأنها تُبعد الإنسان عن نفسه، وعن ربه، وعن الناس، وتجعله فاقد الثقة في الله سبحانه وتعالى، حيث يعيش في خوف وحرص شديد على المال، وكأنه لا يثق في رزق الله ولا في عطائه، مؤكدًا أن الحديث عن البخل لا ينبغي أن يكون بمفهومه الضيق المرتبط بالمال فقط، بل بمفهومه الواسع كما ورد في قوله تعالى: «ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه»، فالبخل لا يقتصر على المال وحده.
وأشار إلى أن البخيل بالمال غالبًا ما يكون بخيلًا في المشاعر، وبخيلًا في الكلمة الطيبة، وبخيلًا في رد الجميل، وبخيلًا في جبر الخواطر، بل وقد يكون بخيلًا حتى بالمعلومة التي يمكن أن ينفع بها غيره، في حين أن الكريم تجده كريمًا في كل شيء، معطاءً في كل شيء، كريمًا في تعامله مع الله سبحانه وتعالى، كثير الحمد والثناء، يحمد الله على كل حال وفي كل وقت.
وتحدث عن معنى الحمد، موضحًا أن له معنى عميقًا ولطيفًا يدعم مفهوم الكرم، فحمد الله لا يكون باللسان فقط، بل يكون باللسان والقلب والجوارح، أي أن الإنسان يحمد الله بكليته، مستشهدًا بتعريف الحمد بأنه فعل ينبئ عن تعظيم المنعم سبحانه وتعالى، ويكون باللسان وبالقلب وبالجوارح.
كما استشهد بقول أحد الشعراء: «أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجب»، مؤكدًا أن الكريم الحقيقي هو من يتعامل مع الله بهذا الفهم، فيكون دائم العطاء، شاكرًا لله بلسانه، وبعمله، وبقلبه، لأن الكرم صفة شاملة تنعكس في كل جوانب حياة الإنسان.





