محمود المملوك: أزمة إتاحة المعلومات وتجاهل المسؤولين يغذيان الشائعات
قال محمود المملوك، رئيس تحرير موقع "القاهرة 24"، إن المشهد الإعلامي في مصر يواجه إشكالية حقيقية تتعلق بإتاحة المعلومات وحرية تداولها والتدقيق في صحتها، في ظل ظروف وصفها بـ"الصعبة والمعقدة" التي يعمل فيها الإعلاميون حاليًا.
وأوضح "المملوك" خلال حوارها مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع على فضائية "Ten"، مساء السبت، أن العمل الإعلامي لا يزال يسعى إلى تحقيق نموذج "المدينة الفاضلة"، إلا أن الواقع يفرض تحديات متزايدة، من بينها ضعف الخبرة والنضج لدى بعض الأجيال الجديدة، إلى جانب التغلغل الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وما يصاحبه من انتشار للشائعات وتداول غير منضبط للمعلومات.
وأشار إلى أن منصات التواصل الاجتماعي، رغم كونها إضافة مهمة للعمل الإعلامي، فإنها تمثل في الوقت ذاته عاملًا سلبيًا، في ظل تصاعد السعي وراء السبق الصحفي وعدد المشاهدات على حساب المصداقية والتدقيق المهني، لافتًا إلى أن السياق العام الذي يعمل فيه الإعلام حاليًا "سياق شديد الصعوبة".
وأضاف أن الإعلاميين يواجهون إشكالية في التواصل مع القيادات التنفيذية، لاسيما في الصفوف الأولى، وهو ما يعرقل عملية التحقق والرد السريع على الشائعات، مستشهدًا بما أُثير مؤخرًا حول أزمة الحجوزات بالمتحف المصري، حيث انتشرت شائعات اضطرت الجهات الإعلامية للتعامل معها في ظل غياب رد رسمي واضح، ما أدى إلى تحميل الإعلام مسؤولية الأزمة.
وأكد أن هذا الواقع هو ما دفع رئيس الوزراء في وقت سابق إلى الخروج بتصريحات مباشرة للرد على الشائعات، متسائلًا: "هل يجب الانتظار حتى يتحول الأمر إلى تريند واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي قبل صدور توضيح رسمي؟"
وانتقد رئيس تحرير القاهرة 24 ما وصفه بعدم رغبة بعض المسؤولين في التعامل مع الإعلام، معتبرًا أن المسؤول الذي يرفض التواصل الإعلامي أو يتبنى رؤية مخالفة لتوجيهات رأس الدولة ولا يوضح موقفه للرأي العام، قد يكون اختياره في غير محله، لما لذلك من تأثير سلبي على الشفافية وثقة الجمهور.





