نهائي كأس العرب 2025.. صدام تاريخي بين "صنع في المغرب" على أرض قطر
لن يكون نهائي كأس العرب 2025، الذي سيجمع منتخبي المغرب والأردن يوم الخميس 18 ديسمبر، مجرد مباراة كرة قدم عادية، بل سيشهد فصلاً فريدًا وتاريخيًا في سجلات الكرة العربية، حيث سيقف على خطي التماس مدربان مغربيان الأصل والمنشأ، في مواجهة تعكس قوة المدرسة الكروية المغربية.
رفقاء الأمس.. خصوم اليوم
على رأس الإدارة الفنية لمنتخب الأردن، يقف جمال سلامي، اللاعب الدولي السابق الذي ارتدى قميص "أسود الأطلس" بين عامي 1994 و2001، وقاد "النشامى" ببراعة إلى المباراة النهائية بعد فوز مثير على السعودية.
في المقابل، يقود منتخب المغرب المدرب طارق السكتيوي، الذي كان هو الآخر لاعبًا دوليًا بارزًا، ومثل بلاده بين عامي 2001 و2008، ليكون بذلك خليفة سلامي في الملاعب وخصمه اليوم في ميدان التدريب.
ظاهرة تعكس إرثًا كرويًا
تعتبر هذه المواجهة شهادة حية على الإرث الغني للكرة المغربية، التي لم تكتفِ بإنتاج أجيال من اللاعبين الموهوبين، بل نجحت في تحويلهم إلى مدربين ناجحين يصنعون الفارق في مختلف أنحاء الوطن العربي. فبينما عاد السكتيوي لخدمة وطنه من بوابة التدريب، حمل سلامي خبرته وتجربته ليصنع المجد مع منتخب الأردن.
سيناريوهات تاريخية للقب
يحمل هذا النهائي في طياته سيناريوهين، كلاهما يمثل إنجازًا تاريخيًا:
- في حال فوز المغرب: سيحقق "أسود الأطلس" لقبهم الأول في تاريخ كأس العرب، وسيعود السكتيوي إلى وطنه بطلاً، ليقدم نموذجًا مثاليًا لـ"ابن المغرب العائد" بالذهب.
- في حال فوز الأردن: سيحقق "النشامى" مفاجأة تاريخية وإنجازًا هو الأكبر في تاريخ الكرة الأردنية، وسيُثبت سلامي قدرته على تحقيق النجاح خارج حدود بلاده.
وبغض النظر عن هوية الفائز الذي سيرفع الكأس في الدوحة، فإن المباراة النهائية ستكون احتفالية بحد ذاتها، تحتفي بقوة المدرسة المغربية وقدرتها على تصدير الكفاءات التدريبية التي ترفع من مستوى كرة القدم في المنطقة العربية بأكملها.



