محمد المصري: الدولة اللبنانية الجديدة مطالبة ببسط سيادتها في ظل واقع إقليمي متغير
قال الدكتور محمد المصري، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات، إن المخيمات الفلسطينية في لبنان تشهد تدهورًا إنسانيًا غير مسبوق على وقع الاستهدافات الأمنية الأخيرة، موضحًا أن جذور قضية المخيمات تعود إلى ما بعد عام 1948، حين لجأ نحو 110 ألف فلسطيني من شمال فلسطين إلى لبنان، واستقروا في أكثر من 12 مخيمًا، من بينها مخيم عين الحلوة الذي يُعد الأكبر.
وأضاف في لقاء مع الإعلامية مارينا المصري، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ المخيمات الفلسطينية عاشت لعقود طويلة في أوضاع مغلقة، نتيجة اعتبارات تتعلق بالتركيبة الطائفية في لبنان، حيث لم يحصل الفلسطينيون في البدايات على حقوقهم الأساسية.
ولفت، إلى أن العلاقة الفلسطينية اللبنانية شهدت تطورًا نسبيًا بعد عام 1969 مع دخول الفصائل الفلسطينية، برعاية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكنها ظلت علاقة ملتبسة ومتوترة في كثير من مراحلها.
وأشار رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات إلى أن انفجار الأوضاع عام 1975، مع اندلاع الحرب اللبنانية، عمّق من حدة التوتر، مؤكدًا أن السلاح الفلسطيني كان يُنظر إليه من زاوية فلسطينية كعامل حافظ على توازنات داخلية معينة، إلى أن وقع اجتياح دولة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982، وما تبعه من مجازر، أبرزها ما جرى في مخيمي صبرا وشاتيلا.
وذكر، أن قضية المخيمات الفلسطينية بقيت محل نقاش دائم داخل لبنان، لا سيما مع ازدياد السلاح بعد طرد الاحتلال من الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن التطورات التي أعقبت أحداث 7 أكتوبر 2023 أحدثت تغييرات جيوسياسية كبيرة في المنطقة، شملت فلسطين ولبنان وسوريا، وفرضت واقعًا جديدًا يتمثل في الحديث عن دولة لبنانية جديدة يفترض بها بسط سيطرتها على كامل أراضيها، في ظل تداعيات أوسع للتغيرات التي شهدها العالم العربي منذ عام 2011.





