الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 الموافق 25 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

نائب رئيس حزب المؤتمر: ضعف البرامج والحشد الحزبي قلّصا الإقبال على الإعادة (خاص)

الإثنين 15/ديسمبر/2025 - 12:22 م
رضا فرحات
رضا فرحات

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن عزوف عدد من الناخبين عن المشاركة في جولة الإعادة بالدوائر التي الغيت نتائجها وأُعيدت الانتخابات بها يعود إلى مجموعة من الأسباب المتداخلة، السياسية والتنظيمية والنفسية، التي يجب التوقف أمامها بجدية لمعالجتها مستقبلا، حفاظا على ثقة المواطن في العملية الانتخابية باعتبارها أحد أعمدة الممارسة الديمقراطية.

وأوضح فرحات لـ مصر تايمز أن العامل الأول يتمثل في حالة الإحباط التي أصابت قطاعا من الناخبين نتيجة إلغاء الجولة الأولى في بعض الدوائر، وهو ما ولد شعورا لدى البعض بأن أصواتهم التي أدلوا بها سابقا لم تترجم إلى نتائج مستقرة، الأمر الذي انعكس سلبا على الحماس للمشاركة مجددا، خاصة في ظل غياب شرح كاف للمواطن البسيط حول أسباب الإلغاء والإجراءات التصحيحية التي اتخذت لضمان عدم تكرار المخالفات.

وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر أن تراجع الثقة في بعض المرشحين لعب دورا مهما في انخفاض نسب المشاركة، حيث رأى بعض الناخبين أن الصراع الانتخابي انحصر في اعتبارات فردية أو تحالفات وقتية، بعيدا عن البرامج الواضحة القادرة على التعبير عن احتياجات المواطنين و مشكلاتهم اليومية، وهو ما أدى إلى فتور الاهتمام الشعبي بجولة الإعادة مقارنة بالجولة الأولى.

وأشار فرحات إلى أن ضعف الحشد والتواصل الميداني من جانب بعض القوى السياسية والأحزاب خلال جولة الإعادة كان من الأسباب المؤثرة أيضا، لافتا إلى أن كثيرا من الأحزاب لم تنجح في إعادة تعبئة قواعدها الانتخابية بعد إلغاء النتائج، ولم تقدم خطابا سياسيا مقنعا يوضح أهمية المشاركة في الإعادة باعتبارها فرصة لتصحيح المسار وضمان تمثيل حقيقي داخل المجالس المنتخبة.

وأكد أن العوامل التنظيمية واللوجستية لا يمكن إغفالها، حيث واجه بعض الناخبين ارتباكا في مواعيد وجداول الإعادة، إضافة إلى شعور البعض بالإرهاق الانتخابي نتيجة تكرار الذهاب إلى لجان الاقتراع خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما أثر على نسب المشاركة، خاصة بين الفئات الأقل ارتباطا بالعمل السياسي.

وشدد الدكتور رضا فرحات على أن معالجة ظاهرة عزوف الناخبين تتطلب جهدا مشتركا من جميع الأطراف، يبدأ بتعزيز الشفافية وتكثيف التوعية الانتخابية، ويمر بتطوير الأداء الحزبي و البرامجي، وينتهي ببناء جسور ثقة حقيقية بين المواطن والمؤسسات المنتخبة، مؤكدا أن المشاركة الشعبية الواسعة تظل الضمانة الأساسية لنجاح أي تجربة ديمقراطية وتحقيق الاستقرار السياسي المنشود.