الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

أسامة الجندي: العلم الشرعي بوصلة الهداية وأساس البناء الحضاري

الأحد 14/ديسمبر/2025 - 10:16 م
 الدكتور أسامة فخري
الدكتور أسامة فخري الجندي

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، ضرورة التأكيد على أن كل إنسان يشارك في نشر أو تعليم أو تطبيق علم نافع له أجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى، مشددًا على أهمية عدم اختزال مفهوم العلم أو تضييق معانيه، موضحًا أن العلم النافع لا يقتصر على العلم الشرعي أو الديني فقط، بل يشمل كل علم ينتفع به الناس، وكل علم يصنع خيرًا أو جمالًا، أو يمنع أذى وشرًا وفسادًا وقبحًا، مؤكدًا أن هذا هو المقصود بالعلم النافع الذي وردت فيه الأحاديث النبوية في فضل أهله.

وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن العلم ليس نوعًا واحدًا، بل هو مجالات متعددة تتكامل وتتعاون لتكوين ما يُعرف بالمجتمع الحضاري، مشيرًا إلى أن أول هذه الأنواع هو العلوم الدينية، وهي المعنية بالوحيين الشريفين القرآن الكريم والسنة النبوية، وما يتفرع عنهما من فقه وأصول وحديث وتفسير وعقيدة، موضحًا أن هذه العلوم تمثل بوصلة الهداية للإنسان، وتوضح له غاية وجوده ومهمته في العبادة والعمارة والتزكية بالأخلاق الحسنة، فضلًا عن قيمتها الحضارية في ربط الإنسان بالقيم العليا والأخلاق، حتى لا يتحول التقدم المادي إلى طغيان أو ظلم أو انفصال عن الإنسان.

وأشار الدكتور أسامة فخري الجندي إلى النوع الثاني من العلوم، وهو العلوم الإنسانية والاجتماعية، مثل الفلسفة والآداب والتاريخ واللغات وعلم النفس وعلم الاجتماع، موضحًا أن هذه العلوم تبحث في ذات الإنسان وسلوكه وعلاقته بالآخرين، وتسهم في بناء الوعي وحفظ هوية الأمة، وتمكينها من التعامل مع المتغيرات الثقافية والفكرية، بما يحقق الاتزان المجتمعي والتطور الثقافي.

وأضاف أن النوع الثالث يتمثل في العلوم التطبيقية، مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء والطب والهندسة والفلك والرياضيات، وهي الأدوات التي يكشف بها الإنسان أسرار الكون، وتحقق القيمة الحضارية المتمثلة في التفوق الصناعي والزراعي، والاكتشاف والاختراع والابتكار والإبداع، بما يصنع القوة المادية للأمم، إلى جانب العلوم التقنية الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، التي تجعل الإنسان حاضرًا ومشاركًا في صناعة الحضارة، مؤكدًا أن البناء الحضاري لا يتحقق إلا بتكامل جميع هذه العلوم، وأن العلم النافع هو كل علم يصنع خيرًا وبناءً وتنمية ويعود أثره على الفرد والمجتمع.