السبت 13 ديسمبر 2025 الموافق 22 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

على الأسفلت وُلدت الحياة.. قصة إنقاذ إنسانية داخل سيارة إسعاف بطريق زفتى – بنها

السبت 13/ديسمبر/2025 - 04:37 م
المسعف
المسعف

لم تكن رحلة عادية على طريق زفتى – بنها بمحافظة الغربية، بل تحولت في لحظات قليلة إلى مشهد إنساني نادر، امتزجت فيه مشاعر القلق بالخوف، ثم انتهت بفرحة عارمة بعد أن نجح مسعف في إجراء عملية ولادة طبيعية كاملة داخل سيارة إسعاف، منقذًا أمًا ورضيعها من خطر كان يهدد حياتهما.

الواقعة بدأت بشكل مفاجئ، حينما شعرت سيدة حامل في شهرها الأخير بآلام مخاض شديدة أثناء تواجدها على الطريق، لتتدهور حالتها سريعًا، ويصبح من الصعب نقلها إلى طبيبها أو مستشفى قريب في الوقت المناسب. ومع اشتداد الألم ووضوح خطورة الموقف، لم يجد الأهالي والمارة بدًا من الاستغاثة بطاقم الإسعاف القريب، في محاولة أخيرة لإنقاذ الأم وجنينها.

النداء وصل سريعًا إلى المسعف إبراهيم عبدالجواد هجرس وسائق الإسعاف حسام مصطفى ربيع، اللذين كانا قد عادا لتوهما من مهمة إنسانية سابقة لنقل مصاب في حادث مروري. ورغم الإرهاق وضغط العمل، لم يتأخرا عن الاستجابة، وتحركا فورًا إلى موقع السيدة، في سباق مع الزمن.

تم نقل السيدة إلى داخل سيارة الإسعاف، وسط حالة من التوتر والخوف بين أفراد أسرتها الذين رافقوها، بينما كانت دقائق حاسمة تفصل بين الخطر والنجاة. داخل السيارة، تحولت الأجواء إلى غرفة طوارئ متكاملة، حيث تعامل المسعف مع الحالة بهدوء وثقة، مستفيدًا من خبرته وتدريبه في التعامل مع الحالات الحرجة.

ومع استمرار آلام المخاض، اتخذ المسعف القرار الأصعب، وبدأ في إجراء عملية ولادة طبيعية داخل سيارة الإسعاف، وسط ظروف استثنائية وإمكانات محدودة، لكن بإرادة قوية وإحساس عميق بالمسؤولية. وبعد لحظات مشحونة بالدعاء والترقب، أطلقت الحياة صرختها الأولى، ليولد الطفل بسلام، وتتحول المخاوف إلى دموع فرح غمرت الجميع.

وعقب نجاح عملية الولادة، جرى التأكد من استقرار الحالة الصحية للأم والمولود، وعدم وجود أي مضاعفات، قبل نقلهما إلى مستشفى زفتى العام لاستكمال الرعاية الطبية والفحوصات اللازمة، حيث أكد الفريق الطبي أن حالتهما مستقرة تمامًا.

السيدة وأسرتها لم يخفوا مشاعر الامتنان والشكر لطاقم الإسعاف، مؤكدين أن سرعة الاستجابة والمهنية العالية كانتا سببًا مباشرًا في إنقاذ حياتين. وأكد الأهالي أن هذه الواقعة ستظل شاهدًا حيًا على الدور العظيم الذي يقوم به رجال الإسعاف، أبطال حقيقيون يعملون في صمت، ويصنعون الأمل في أصعب اللحظات، ليؤكدوا أن الإنسانية لا تزال بخير.