الجمعة 12 ديسمبر 2025 الموافق 21 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
رياضة

فوضى "الجبلاية" تعصف بالمنتخبات.. كيف أجهزت إدارة أبوريدة على مستقبل الكرة المصرية؟

الجمعة 12/ديسمبر/2025 - 11:00 ص
هاني أبوريدة
هاني أبوريدة

كشفت النتائج الكارثية التي حققتها منتخبات مصر في مختلف المراحل العمرية عن حجم الأزمات العميقة داخل منظومة كرة القدم خلال فترة مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي برئاسة هاني أبوريدة، حيث بدا واضحًا غياب التخطيط وضعف الإدارة الفنية، ما انعكس على مشاركة المنتخبات جميعًا من الناشئين وحتى الفريق الأول.

فالمحصلة النهائية تؤكد أن جميع المنتخبات فشلت في ترك أي بصمة خلال مشاركاتها القارية والدولية، وخرجت بأداء باهت يثير علامات استفهام حول كفاءة السياسات المتّبعة، ومدى قدرة الاتحاد على إدارة مشروع كروي يليق بتاريخ مصر وتطلعات جماهيرها.

وناقش مصر تايمز بعض من النقاد الرياضين لاستطلاع رأيهم في حال الكرة المصرية خلال تلك الفترة في عهد هاني ابو ريدة.

منتخب طولان.. صدمة الخروج المهين من كأس العرب

جاء خروج منتخب مصر الثاني بقيادة حلمي طولان من دور المجموعات لكأس العرب 2025، بعد خسارة ثقيلة أمام الأردن (3-0)، ليتوّج مسلسل الإخفاقات. المنتخب غادر البطولة دون تحقيق أي فوز، مكتفيًا بتعادلين باهتين أمام الكويت والإمارات، ما كشف بوضوح سوء الإعداد وغياب الرؤية.

مونديال الناشئين.. محطة جديدة في السقوط

منتخب الناشئين تحت 17 عامًا بقيادة أحمد الكاس توقف عند دور الـ32 بخسارته أمام سويسرا 3–1، بعد أداء باهت في المجموعات تخلله تعادل مع فنزويلا، وخسارة من إنجلترا، وفوز على هايتي بشق الأنفس. المشاركة أكدت غياب جيل قادر على المنافسة أو تقديم أي مؤشر لمنتخب واعد.

رسوب منتخب الشباب بقيادة نبيه

لم يكن حال منتخب الشباب أفضل، إذ خرج فريق أسامة نبيه من مونديال تشيلي مبكرًا بعد أداء متواضع على المستويين الفني والإداري، وسط مشاهد أثارت انتقادات واسعة حول الانضباط وغياب الشخصية داخل الملعب.

منتخب المحليين يواصل السقوط

أما منتخب المحليين، بقيادة وائل رياض، فودّع تصفيات أمم إفريقيا للمحليين أمام جنوب إفريقيا بعد الهزيمة 3–1 خارج الديار، وتعادل 1–1 في القاهرة، ليضيع حلم التأهل في استمرار لمسلسل العجز الفني.

إخفاقات بلا توقف.. والنجاح الوحيد خارج القاعدة

لم ينجح أي منتخب مصري في تحقيق نتيجة إيجابية تذكر خلال هذه الحقبة، باستثناء تأهل المنتخب الأول إلى كأس العالم 2026 وكأس أمم إفريقيا المقبلة. نجاح وحيد لا يكفي لتبرير حالة التخبط التي يعيشها النظام الكروي بأكمله.

فوضى إدارية وغياب رؤية

ما يحدث اليوم – وفق خبراء ومتخصصين – ليس سوى نتيجة طبيعية لفوضى إدارية مزمنة، غابت عنها الرؤية وتلاشى فيها الدعم الفني الحقيقي، وهو ما لخّصه حلمي طولان بقوله إن المنتخب «وُلد يتيمًا»، في إشارة صريحة إلى انعدام المنظومة القادرة على دعم المنتخبات الوطنية.

في ظل هذا الواقع، تبدو كرة القدم المصرية في حاجة إلى مراجعة شاملة للبنية الإدارية والفنية داخل اتحاد الكرة، قبل أن تتسع فجوة المنافسة ويصبح تصحيح المسار أكثر صعوبة.

رأي النقاد الرياضيين في المرحلة الحالية بعهد هاني أبو ريدة

وقال حسن السعدني الناقد الرياضي والصحفي باليوم السابع ان يُنظر إلى فترة إدارة هاني أبوريدة، رغم إنجاز تأهل المنتخب الأول لكأس العالم 2026 وأمم إفريقيا 2025، على أنها الفترة التي شهدت إخفاقًا تنظيميًا واستراتيجيًا واسع النطاق، خاصة على مستوى المنتخبات السنية والفرق الأخرى.

وتتلخص أبرز مظاهر هذه "الفوضى" وتأثيرها، في تدمير قطاعات الناشئين وغياب الرؤية الفنية، فلم يكن هناك مشروع وطني واضح المعالم يهدف إلى تطوير اللاعبين من القاعدة، والاعتماد كان بشكل كبير على المواهب الناتجة عن الأندية الكبرى دون دور فعال من الاتحاد في تكوين النخبة وتدريب المدربين على مستوى عالٍ.

أيضا كانت هناك انتقادات متكررة لاختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات السنية بناءً على علاقات شخصية أو "ترضيات" بدلاً من الكفاءة الفنية والاستراتيجية والقدرة على بناء فريق للمستقبل، وقد أشار البعض إلى أن هذه المنتخبات كانت "يتيمة" وتفتقر إلى الدعم المالي والإداري الكافي.

كما أن الإخفاقات المتوالية لمنتخبات الشباب والناشئين في التأهل لأدوار منقدمة بالبطولات العالمية أو حتى القارية، تؤكد وجود فجوة كبيرة في جودة اللاعبين المتخرجين من هذه المراحل، مما يهدد بتوقف "خط إمداد" المنتخب الأول بالنجوم الجدد، ولا نغفل أن انشغال رئيس الاتحاد بمناصبه الدولية البارزة في الفيفا والكاف أدى، بحسب النقاد، إلى إهمال وتفويض غير فعال لإدارة الشأن المحلي، وغابت المتابعة المباشرة والدقيقة لمشاكل المنتخبات وتجهيزاتها.

وقال عمرو اسامة الناقد الرياضي والصحفي بموقع نيوز روم. بالتأكيد، الإخفاقات هي من تتحدث وليس آرائنا، المنتخب المصري فشل حتى الآن في كل الاختبارات التي تعرض لها، حيث ودع منتخب الشباب المونديال من الدور الأول وسط إخفاق إداري وفني واضح، كما ودع منتخب الناشئين المونديال من الدور الأول أيضًا، بالإضافة إلى الكوارث الفنية والإدارية والتخبط الواضح للمنتخب المشارك في بطولة كأس العرب وتوديع البطولة من الدور الأول وهزيمة قاسية أمام الأردن بثلاثية نظيفة، وعدم تحقيق أي فوز في 3 مباريات أمام الكويت والإمارات.

وبالتالي حتى الآن، لا توجد نقطة مضيئة للمنتخبات الوطنية في عهد أبو ريدة، ولكننا بالتأكيد نأمل في تحقيق منتخبنا الأول لإنجاز في أمم إفريقيا واستعادة اللقب لخزائن الفراعنة بعد غياب دام 15 عامًا

منصور مجاهد النجاح في مصر ليس بسبب التنظيم

وقال الناقد الرياضي بموقع الجمهور منصور مجاهد في البداية خلينا نضرب مثل بالمغرب في مراحلها السنية المختلفة علي جميع الأعمار تفوق باكتساح بسبب وجود منظومة كاملة، لكن هذا النجاح ليس وليس الصدفه لكن تخطيط منذ ما يقرب من 15 عام، الاهتمام بالبنية التحتية والمنشأت الرياضية، بالاضافه اللي استقطاب افضل المدربين لتطوير المدربين.

الجيل الذهبي لمنتخب مصر ماهو الي نتاج صدفه البحته بسبب وجود لاعبين علي اعلي جودة، لكن هل سبب الفوز بثلاثة أمم كان سببه التنظيم ؟ قطعا لا النجاح في مصر يقوم علي الصدفه فقط لا المشروع.

واكد الناقد الرياضي والصحفي بجريدة اليوم السابع حسام الحاج ان الكرة المصرية تعيش واحدة من أكثر فتراتها قتامة فى السنوات الأخيرة، بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية لمنتخبات مختلف المراحل العمرية، فى مشهد يكشف حجم التراجع الفنى والإدارى الذى أصاب منظومة اللعبة. هذا التراجع لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة تراكمات طويلة من غياب التخطيط وضعف الإعداد وافتقاد هوية واضحة داخل الملعب، ما انعكس على أداء المنتخب بصورة باهتة لا تتناسب مع تاريخ مصر الكروى.

وبات واضحًا أن إدارة ملف كرة القدم أصبحت جزءًا أصيلًا من الأزمة، بعد أن تحولت إلى منظومة تفتقر للرؤية وتغيب عنها الاستراتيجيات طويلة المدى، فى ظل الإصرار على الاستعانة بالوجوه ذاتها التى لم تحقق نجاحًا فى السابق، واستمرار تغليب المصالح الضيقة على معايير الاختيار القائم على الكفاءة. وهو ما جعل الإدارة عبئًا إضافيًا على اللعبة بدلًا من أن تكون محركًا للتطوير.

وتجسد الخروج المخزى لمنتخب مصر من بطولة كأس العرب نموذجًا صارخًا لهذا الخلل. فالمسؤولية مشتركة بين اتحاد الكرة ورابطة الأندية والجهاز الفنى، إذ فشل الاتحاد فى توفير المتطلبات الفنية والإدارية اللازمة لبناء منتخب قادر على المنافسة، فيما تعاملت رابطة الأندية مع الملف بمنطق شخصى نتيجة خلافاتها مع الجهاز الفنى، ورفضت تأجيل مباريات بيراميدز رغم امتلاكه القوام الأساسى للمنتخب الثاني، ما أثر مباشرة على مستوى الفريق فى البطولة.

وتبقى الحقيقة الواضحة أن تجاوز هذه المرحلة الحرجة لن يتحقق إلا عبر عملية إعادة بناء شاملة لمنظومة كرة القدم المصرية. ويتطلب ذلك تشكيل لجنة تضم خبرات فنية وإدارية لوضع مشروع كروى ممتد لعشرين عامًا، يبدأ من القاعدة ويستند إلى أسس واضحة للتطوير، بهدف استعادة هوية المنتخب وعودة الكرة المصرية إلى مكانتها الإقليمية والقارية.