فاديفول يعلن عن تعهد صيني بمنح تراخيص تصدير عامة للعناصر الأرضية النادرة
خلال أول زيارة رسمية يقوم بها للصين، أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في بكين اليوم الاثنين أن الحكومة الصينية وعدت بمنح تراخيص تصدير عامة للعناصر الأرضية النادرة التي تحتاجها الشركات الألمانية.
وفي أعقاب إجراء محادثات مع عدة وزراء في بكين، قال الوزير المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي إن "الصين عرضت أنه يمكن أن تكون هناك تراخيص عامة للشركات الأوروبية، وللشركات الألمانية، وشجعتنا على حث شركاتنا على تقديم طلبات للحصول عليها".
يشار إلى أن قطاع الصناعة الألماني يحتاج بشكل عاجل إلى العناصر الأرضية النادرة - وهي مواد خام تدخل في صناعة كل شيء من الهواتف المحمولة إلى المحركات الكهربائية والصواريخ. وكانت بكين فرضت منذ أبريل/نيسان الماضي ضوابط على سبعة من هذه العناصر النادرة والمغناطيسات المصنوعة منها. ومنذ ذلك الحين، كان على أي جهة ترغب في تصديرها أن تمر بإجراءات طلب مطولة ومعقدة في كل مرة. لذلك، طالبت الشركات بتراخيص عامة للحصول على مزيد من ضمان لأمن الإمداد.
وجاء الإجراء الصيني في خضم تصاعد النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.، وبررت بكين تصرفها بالرغبة في منع تصدير المواد الخام للأغراض العسكرية.
وقال وزير الخارجية الألماني إن الحكومة الصينية أكدت أنها ستنظر في هذه الطلبات بشكل بناء للغاية وأنه لا توجد أي نية لتحميل الشركات الألمانية على وجه الخصوص بمشاكل أكبر. وأضاف: "أعتقد أن هذا تعهد جيد". وتابع فاديفول أنه يشجع الآن قطاع الأعمال الألماني على " البدء فعليًا في تقديم طلبات الحصول على هذه التراخيص"، مضيفا أن بلاده ترى أن من المهم أيضاً أن تعيد الصين النظر في جميع الإجراءات البيروقراطية الإضافية.
وتخوض أوروبا وبكين نزاعاً منذ فترة طويلة حول السياسة التجارية للصين. وكان الاتحاد الأوروبي سجل عجزاً تجارياً هائلاً بلغ أكثر من 300 مليار يورو مع الصين العام الماضي. كما سجلت ألمانيا عجزاً تجارياً قياسياً مع جمهورية الصين الشعبية العام الماضي. ولهذا السبب، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة صحفية فكرة فرض تعريفات جمركية ضد الصين.
وقال ماكرون لصحيفة الأعمال الفرنسية "ليز إيكو" بعد زيارته للصين: "قلت لهم إنه إذا لم يستجيبوا، فسنضطر نحن الأوروبيين في الأشهر المقبلة إلى اتخاذ إجراءات قوية وتخفيض مستوى التعاون - على غرار ما فعلته الولايات المتحدة - على سبيل المثال من خلال فرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية".
ومع ذلك، حذر فاديفول من أنه يشك في أن فرض المزيد من الرسوم الجمركية سيجدي نفعا، وأردف:" ألمانيا لا تتبنى سياسة حمائية من حيث المبدأ. لكن على الجانب الصيني أن يدرك أنه يجب أن يفعل شيئاً في هذا المجال". ورأى أنه ينبغي النظر إلى إجراءات مثل الرسوم الجمركية على أنها "الملاذ الأخير"، وقال الوزير الألماني: "لأنه إذا دخلت في مثل هذه الدوامة، فعادة ما يكون هناك تأثير كرة الطاولة (بينج بونج) أو دوامة من ردود الفعل المضادة، وهذا لا يضر إلا بالتجارة الحرة".





