بعد إجبار فتاة على اختبار النار.. ما لم تعرفه عن البَشْعة ولماذا يتم تصدقها
أحدث مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة واسعة من الغضب بعد الكشف عن تعرض فتاة تُدعى بوسي لإجبارها على المشاركة في طقس شعبي قديم يُسمى "البشعة"، بهدف إثبات شرفها وتصاعد الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبر ناشطون أن الحادثة تمثل "جريمة معنوية وجسدية"، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات تمثل إهانة لكرامة المرأة وفي هذا السياق سنتعرف علي ما هي البشعة ولماذا يتم تصديقها ؟

ما هي البشعة ؟
منذ زمن، ابتكر البدو وسيلة فريدة تُعرف باسم "البِشعة"، تُستخدم كأداة فعّالة لحل الخلافات بين أفراد القبائل وتسوية النزاعات التي تنشأ بينهم.ولتحديد براءة أو إدانة المتهم، خاصة بعد استنفاد جميع الأدلة الممكنة للكشف عن المجرم. تعتمد هذه الطريقة على تعرض المتهم للنار من خلال تلحيقها على لسانه، حيث تجري العملية في حضور (المُبشِّع) الذي يتولى تنفيذها، بالإضافة إلى الخصوم والشهود الذين يجتمعون لمراقبة ما يحدث.
يبدأ المُبشِّع بتسخين (الميسم)، وهو يد محماس القهوة العربية، حتى تصبح حمراء بفعل الحرارة العالية. يقوم بتقليبها بين الحين والآخر، ثم يعيدها إلى النار مرة أخرى وكل هذا يجري أمام عين المتهم. خلال هذه الفترة، يتولى المُبشِّع دور المحقق؛ فيتحدث مع المتهم محاولًا دفعه للاعتراف بالحقيقة، مع إبراز خطر تعرض لسانه للحرق. في الوقت ذاته، يركز على ملامح وجه المتهم وتفاعلاته القريبة.
حين تصبح يد المحماس جاهزة تمامًا، يُطلب من المتهم مدّ لسانه ليضع المُبشِّع الميسم عليه بخفة ومهارة لا يتقنها إلا أشخاص معدودون في البادية ممن تدربوا على هذا الفن. بعد مرور دقائق قليلة، يطلب المُبشِّع من المتهم مدّ لسانه مرة أخرى أمام الجميع. إذا ظهرت بثور على لسانه فذلك يعد دليل إدانته، أما إذا بقي لسانه سليمًا فذلك يعتبر إعلانًا لبراءته. في هذه الحالة، يصيح المتهم قائلًا: "بيض الله وجه المُبشّع وبيض الله وجه الكفيل". الكفيل هنا هو العارف أو الحكيم الذي يلجأ إليه البدو للفصل في النزاعات.
لماذا يتم تصديق البشعة
يعتقد بعض الناس أن الحالة النفسية للمتهم (الصادق مقابل الكاذب) تؤثر على لعابه، فالصادق واثق من نفسه ولا يجف لعابه، بينما يكون الكاذب مضطربًا ويجف لعابه، مما يجعله أكثر عرضة للحرق.
كما يرى البعض أن الاعتماد على البشعة يرتكز بشكل كبير على المعتقدات الثقافية والقبلية، والتي قد تفتقر إلى دعم من الأدلة العلمية الحديثة.خرافة

في نفس السياق أكدت دار الإفتاء المصرية أن ما يُعرف بـ«البِشْعَة» – وهي دعوى معرفة البراءة أو الإدانة عبر إلزام المتَّهَم بِلَعْق إناءٍ نُحاسي مُحمّى بالنار حتى الاحمرار – لا أصل لها في الشريعة الإسلامية بحالٍ من الأحوال، وأن التعامل بها محرَّم شرعًا؛ لما تنطوي عليه من إيذاء وتعذيب وإضرار بالإنسان، ولما تشتمل عليه من تخمينات باطلة لا تقوم على أي طريق معتبر لإثبات الحقوق أو نفي التهم، موضحة أن الشريعة الإسلامية رسمت طرقًا واضحة وعادلة لإثبات الحقوق ودفع التُّهَم، تقوم على البَيِّنات الشرعية المعتبرة، وفي مقدمتها ما وَرَد في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى، واليَمِينُ على مَن أَنْكَرَ» ، وهي قواعد راسخة تَحفظ للناس حقوقهم، وتُقيم ميزان العدل بعيدًا عن الأساليب التي تُعرِّض الإنسان للضرر أو المهانة.





