أبعاد الأزمة السودانية بين المسارات العسكرية والسياسية ومخاطر الحكومة الموازية
يتناول السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الأزمة السودانية عبر أربعة مسارات رئيسية يرى أنها تشكّل جوهر أي مقاربة فعّالة، موضحًا أن المشهد الأمني العسكري يأتي في الصدارة، يليه المسار الإنساني، ثم المسار السياسي الذي يعتبره الأهم في المرحلة الراهنة، إضافة إلى مسار إعادة البناء والإعمار الذي يبدأ عادة بمرحلة التعافي المبكر.
يشير حليمة إلى أن هذه المسارات مترابطة ولا يمكن التعامل معها بمعزل عن بعضها إذا كان الهدف الوصول إلى حل شامل ومستدام للأزمة السودانية.
تصاعد التطورات الميدانية ومخاطر التوجهات السياسية للدعم السريع
يضيف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الإنجازات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة السودانية في جنوب وشمال كردفان، وقبلها في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وتشاد، أسهمت في الحد من تحركات قوات الدعم السريع والدول الإقليمية الداعمة لها، ولا سيما في إقليم دارفور.
يوضح حليمة أن التوجه السياسي لقوات الدعم السريع والمجموعة المتحالفة معها «تأسيس» نحو تشكيل حكومة موازية يشكل تهديدًا بالغ الخطورة لوحدة السودان وسلامة أراضيه.
يؤكد الدبلوماسي المصري أن التطورات العسكرية الأخيرة قد تعيد فتح المجال أمام تفعيل المبادرة الرباعية الدولية التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسليط الضوء عليها في تصريحاته الأخيرة، إلى جانب التحركات المستمرة للمبعوث الأميركي.
يختتم حليمة بالإشارة إلى أن المرحلة الحالية قد تكون مناسبة لإحياء المبادرة على مختلف مساراتها، بعدما ظل التركيز طوال الفترة الماضية مقتصرًا على المسارين الأمني والإنساني فقط، وهو ما ساهم في استمرار الأزمة دون الوصول إلى حل حقيقي.
