سر شجرة العيد .. رحلة أسطورية ودينية تكشف الجذور الحقيقية لقصة شجرة الكريسماس
سر شجرة العيد.. رحلة أسطورية ودينية تكشف الجذور الحقيقية لقصة شجرة الكريسماس
تحتفل شعوب العالم في ديسمبر من كل عام بأعياد الميلاد، حيث تملأ الزينة والأنوار الشوارع والبيوت، وتتصدر شخصية بابا نويل والشجرة الخضراء المشهد الاحتفالي، إلا أن كثيرين لا يعرفون الخلفيات التاريخية والدينية وراء هذه الرموز، وخاصة قصة شجرة الكريسماس التي ارتبطت بالحياة والأمل على مر العصور.
رموز الكريسماس بين الفرح والإيمان
رغم انتشار الاعتقاد بأن بابا نويل يظهر ليلة رأس السنة لتحقيق الأمنيات، فإن جذور هذه الصورة ترتبط بقديس من الكنيسة الأرثوذكسية، بينما تمتد قصة شجرة الكريسماس إلى تقاليد قديمة اعتبرت الشجرة رمزًا للحياة والبقاء، وهو ما جعلها أحد أهم مظاهر الاحتفال.
كيف بدأت الأسطورة؟
يوضح الأب إسطفانوس دانيال، كاهن الكنيسة الكاثوليكية بسوهاج، أن اليونانيين أحبوا الشجرة الدائمة الخضرة لرمزيتها العميقة؛ إذ تبقى أوراقها ثابتة في الشتاء بخلاف باقي الأشجار، ما منحها مكانة بارزة في قصة شجرة الكريسماس، وكانت بعض الشعوب القديمة تقدم القرابين تحتها قبل دخول المسيحية.

دمج التقاليد بالمسيحية
بعد دخول المسيحية إلى تلك المناطق، بدأ الكهنة في تقديم الإيمان الجديد من خلال دمج رموز الثقافة السائدة، ومن هنا تطورت قصة شجرة الكريسماس لتصبح الشجرة رمزًا للحياة الجديدة، ولونها الأخضر تعبيرًا عن الإيمان والثبات، فيما ترمز الأنوار إلى يسوع المسيح “نور العالم”.
ظهور الشجرة في ألمانيا ومصر
وتذكر الروايات أن أول ظهور لشجرة الميلاد كان في ألمانيا عام 732، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى مصر داخل المغائر مع الإرساليات البروتستانتية في القرن التاسع عشر، لتصبح جزءًا من تراث الاحتفالات، وتضيف بذلك فصلًا جديدًا إلى قصة شجرة الكريسماس.
جذور فرعونية
وتشير بعض القصص التاريخية إلى أن قصة شجرة الكريسماس قد تعود في أصلها إلى المصريين القدماء الذين استخدموا الشجرة الخضراء رمزًا لتجدد الحياة، وتذكر الأساطير قصة الملكة إيزيس حين وجدت تابوت زوجها أوزوريس بجوار شجرة دائمة الخضرة، فأصبحت الشجرة رمزًا للبعث والحياة.
انتشار قصة شجرة الكريسماس
انتقل هذا الرمز من الحضارة المصرية إلى بابل، ثم إلى الرومان، قبل أن يعود للظهور في الاحتفال بميلاد السيد المسيح، لتصبح الشجرة الخضراء جزءًا أساسيًا في الاحتفالات، وبذلك تكون الحضارة المصرية قد قدمت أحد أهم مكونات قصة شجرة الكريسماس للعالم.

القديس نيقولاوس
وتحدث كتب السنكسار عن القديس نيقولاوس، الذي عاش في آسيا الصغرى، وكان معروفًا بأعمال الرحمة ومساعدة الفقراء سرًا، وهي الصفات التي شكّلت الصورة الحالية لبابا نويل، ليصبح أيضًا جزءًا من قصة شجرة الكريسماس عبر الزمن.
ومن أشهر القصص عنه، مساعدته رجلًا فقيرًا عبر إلقاء أكياس ذهب من نافذته ليحمي بناته من الضياع، وهو ما أرسى تقليد “الهدايا السرية”، ليصبح القديس نيقولاوس رمزًا للعطاء، ويكمل ملامح قصة شجرة الكريسماس كما نعرفها اليوم.
اقرأ أيضاً:

