خطر صامت ..سرّ ثبات الوزن.. إشارة خطيرة من جسمك .. انتبه
قال د. صلاح سلام باحث في الطب التكميلي إن كثيرًا من الأشخاص يظنون أن فشل محاولات إنقاص الوزن مرتبط بضعف الإرادة أو قلة الانضباط، بينما الحقيقة أبعد من ذلك بكثير. فالجسم، كما يوضح، يمتلك آليات بقاء طبيعية تُجبره أحيانًا على مقاومة فقدان الوزن، خصوصًا عند اتباع أنظمة غذائية قاسية أو مفاجئة. عندها يتعامل الجسد وكأنه يدخل حالة طوارئ.
فالحرمان المفاجئ يبطئ الحرق، ويدفع الجسم لتخزين الدهون، ويرفع الرغبة في السكريات، ويزيد التوتر، وقد يسبب نوبات جوع غير معتادة. هذه ليست علامة ضعف، بل استجابة حيوية مبرمجة هدفها “النجاة” لا “النحافة”.
ويشير د. صلاح خلال صفحته الرسمية على الفيس بوك إلى أن الدماغ يفسر الرجيم القاسي على أنه تهديد، فيرفع هرمون الجوع، ويقلل هرمون الشبع، ويزيد هرمون التوتر (الكورتيزول)، ما يؤدي إلى اضطراب النوم والعصبية وثبات الوزن. فطالما مستوى الكورتيزول مرتفع، تبقى عملية نزول الوزن معطّلة مهما كانت قوة الإرادة.
الكورتيزول، كما يوضح، يعمل على رفع الشهية وتوجيه الجسد نحو تخزين الدهون في البطن، وإضعاف إشارات الشبع. وهذا يفسر تناول البعض للطعام بدافع التوتر لا الجوع الحقيقي. ولهذا فالمعادلة الأولى للنجاح تبدأ بخفض التوتر قبل حساب السعرات.
ويؤكد د. صلاح أن الجسم لا يستجيب للعنف الغذائي، بل يتجاوب مع الأمان. لذلك فإن الخطوات الهادئة، والنوم الكافي، وتناول طعام متوازن، وتخفيف الضغط النفسي، كلها مفاتيح أساسية لاستعادة التعاون بين الجسد وصاحبه.
ويُبرز أهمية هرمون الشبع (Leptin)، الذي يرسل إشارات الامتلاء للدماغ. فإذا اختلّ، يشعر الإنسان بالجوع المستمر حتى بعد الأكل. ويمكن إصلاح هذا الهرمون عبر النوم المبكر، تناول فطور غني بالبروتين، الحد من السناكات المتكررة، وتناول دهون صحية، وممارسة رياضة خفيفة، والتعرض للشمس يوميًا.
علامات تحسّن هذا الهرمون تظهر في شبع أسرع، ونقص نوبات الجوع الحاد، وتحسن المزاج، وانخفاض كمية الطعام تلقائيًا.
ويضيف د. صلاح أن إعادة برمجة الجسم تحتاج إلى خطوات واضحة: تثبيت مستوى السكر بالاعتماد على البروتين والدهون الطبيعية، تهدئة الجهاز العصبي بالنوم الجيد والمغنيسيوم والتنفس البطيء، تنظيم الإشارات الهرمونية عبر التعرض للشمس وتجنب السهر، وإعطاء الجسد شعورًا بالطمأنينة لا الحرمان.
كما ينبه إلى وجود تحاليل ضرورية في حالات ثبات الوزن، منها الغدة الدرقية، فيتامين D، صورة الدم، مخزون الحديد، السكر الصائم، الكورتيزول الصباحي، والأنسولين لمن يعاني من مقاومته.
ويختتم بقوله:
الجسم لا يعاند بلا سبب. وكلما شعر بالأمان، كلما توقف عن مقاومة جهود إنقاص الوزن. الذكاء في التعامل مع الجسد أهمّ من القسوة عليه. خطوات صغيرة محسوبة قادرة على تغيير النتيجة بالكامل.
“افهم جسدك أولًا… وسيبدأ بدوره في التعاون معك.”