خطورة الإفراط في شرب الماء وكيفية الحفاظ على توازن الترطيب

الإفراط في شرب الماء.. يعتبر الماء عنصرًا أساسيًا لصحة الإنسان، فهو يدعم وظائف الجسم الحيوية ويحافظ على ترطيب الأعضاء والجلد، ويساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم والتخلص من السموم. 

ومع ذلك، حذر خبراء التغذية من الإفراط في شرب الماء، إذ قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم التوازن بين كمية الماء المتناولة واحتياجات الجسم الطبيعية.

الإفراط في شرب الماء

وفقًا لدراسة نشرتها مجلة Journal of the American Society of Nephrology، فإن تناول كميات كبيرة من الماء في وقت قصير قد يؤدي إلى حالة تعرف باسم "تسمم الماء" أو انخفاض مستويات الصوديوم في الدم، وهو ما يعرف علميًا باسم "Hyponatremia". 

ويحدث هذا عندما يختل توازن الشوارد الكهربائية في الجسم نتيجة dilution effect أو تخفيف تركيز الأملاح، ما قد يؤدي إلى أعراض تشمل الغثيان، الصداع، التشنجات وحتى في الحالات القصوى إلى الوفاة.

خطورة الإفراط في شرب الماء

الإفراط في شرب الماء ليس أمرًا شائعًا، لكنه خطير بشكل كبير عند حدوثه. وتشمل الأعراض المبكرة الغثيان، والقيء، والصداع، والتورم في الأطراف، ودوار. 

أما المضاعفات الأكثر خطورة فتشمل الصداع الشديد، اختلال وظائف الدماغ، انخفاض ضغط الدم المفاجئ، وفي بعض الحالات نادرًا، قد يؤدي ذلك إلى غيبوبة أو الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي فورًا. 

وتزداد المخاطر عند الرياضيين الذين يتناولون كميات كبيرة من الماء أثناء ممارسة التمارين الشاقة دون تعويض الشوارد المعدنية المفقودة.

شرب الماء

للحفاظ على توازن الجسم، ينصح الخبراء بتقسيم كمية الماء اليومية على مدار اليوم وعدم شرب كميات كبيرة دفعة واحدة. وتقدر الكمية اليومية الموصى بها للبالغين بين 2 إلى 3 لترات حسب الوزن ومستوى النشاط البدني ودرجة الحرارة المحيطة. كما يُفضل تناول الماء قبل الشعور بالعطش مباشرة، لأن العطش يعد إشارة طبيعية للجسم على حاجته للترطيب.

ويشير أطباء التغذية إلى أن السوائل ليست مقتصرة فقط على الماء، بل تشمل الشاي العشبي، العصائر الطبيعية، والشوربات. تساعد هذه السوائل في تعويض الأملاح والمعادن الضرورية، ما يقلل من خطر الإصابة بانخفاض الصوديوم عند شرب الماء بكثرة. كما يمكن أن تلعب الفواكه والخضروات الغنية بالماء، مثل الخيار والبطيخ، دورًا في الحفاظ على توازن الترطيب بشكل طبيعي.

نصائح للرياضيين عند شرب الماء

بالنسبة للرياضيين والأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا مكثفًا، ينصح بتناول مشروبات تحتوي على أملاح معدنية لتجنب فقدان الصوديوم نتيجة التعرق. 

كما يُفضل شرب الماء ببطء خلال فترة التمرين وتجنب الإفراط في شرب كميات كبيرة دفعة واحدة، حتى لا يتعرض الجسم لمخاطر تسمم الماء٬ والماء ضروري لصحة الجسم ووظائفه الحيوية، لكنه يمكن أن يتحول إلى خطر عند الإفراط في تناوله. 

كما أن الحفاظ على توازن الترطيب يشمل شرب الكميات المناسبة وفقًا لحاجة الجسم، وتناول السوائل المتنوعة، والانتباه للعلامات التحذيرية مثل الغثيان والدوار.