برلمانية تكشف لـ "مصر تايمز" حقيقة تصدر المرأة لانتخابات مجلس النواب 2025
شهدت المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025 على مدار يومين إقبالًا غير مسبوق من النساء على لجان الاقتراع، حيث رصدت تقارير المتابعة مشاهد تزاحم وتكدس أمام العديد من اللجان في محافظات المنيا وسوهاج والبحيرة، هذا الحضور اللافت أعاد رسم ملامح اليوم الانتخابي،لتظهر المرأة المصرية كقوة تصويتية مؤثرة في المشهد الانتخابي.
يطرح هذا الإقبال الغير مسبوق تساؤلات جوهرية حول حقيقة هذا المشهد هل هو انعكاس لارتفاع الوعي السياسي لدى النساء وإيمانهن بأهمية المشاركة في صناعة القرار؟ أم أنه نتيجة لظواهر سلبية مثل بيع الأصوات والحشد المدفوع الذي رصدته بعض التقارير الميدانية؟
نائبة المصري الديمقراطي تكشف حقيقة المشهد
أكدت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب عن حزب المصري الديمقراطي، لـ “مصر تايمز” أن ظاهرة تصدر المرأة في صفوف الناخبين خلال انتخابات مجلس النواب 2025 يمكن النظر إليها من زاويتين رئيسيتين، موضحة أن هذا الحضور اللافت يحمل في طياته جوانب إيجابية وأخرى مثيرة للقلق.
تمكين ووعي سياسي
قالت النائبة إن هذا الحضور القوي قد يكون امتدادًا للوعي المتزايد لدى المرأة المصرية بأهمية دورها في صناعة القرار واختيار من يمثلها، وهذا ما ظهر في استحقاقات دستورية سابقة، مضيفة أن هناك اعترافاً رسمياً بجهود الدولة في تمكين المرأة سياسياً، حيث كفل الدستور وقانون الانتخابات الحالي حصة (كوتا) لا تقل عن 25% من مقاعد مجلس النواب للمرأة، مما يعزز دافعها للمشاركة، وأشارت إلى أن النساء يسعين لانتخاب المرشحات، خاصة في ظل زيادة عدد المرشحات الفائزات سواء عبر القائمة أو الفردي.
بيع الأصوات.. مخاوف وانتهاكات
وأوضحت النائبة أن هذا الإقبال تزامن مع تقارير من منظمات مجتمع مدني، مثل "غرفة المصري الديمقراطي" وغيرها، رصدت عمليات بيع وشراء للأصوات في دوائر مختلفة، بما في ذلك الجيزة ودوائر أخرى في المرحلة الأولى.
وأضافت أن بعض المحللين يشيرون إلى أن الفئات الأكثر تضرراً اقتصادياً، والتي قد تشمل عدداً كبيراً من النساء في بعض المناطق، قد تكون هدفاً لعمليات شراء الأصوات من قبل مرشحين يسعون لحشد الناخبين بأي ثمن، ولفتت إلى أن الحشد الكبير في بعض اللجان قد يكون ناتجًا عن ممارسات غير قانونية، حيث يتم نقل الناخبين أو دفع مبالغ مالية لهم تراوحت في بعض التقارير بين 300 جنيه إلى 500 جنيه أو توزيع كراتين تحتوي على مواد تموينية مقابل التصويت لمرشح معين.
مصر تايمز يبيع صوت انتخابي
أثارت الشكاوى التي رصدتها غرف العديد من الأحزاب تساؤلات واسعة حول بيع وشراء الأصوات، وهو ما دفع فريق موقع "مصر تايمز" إلى خوض تجربة ميدانية للتحقق من حقيقة ما يحدث داخل اللجان، وجاءت النتيجة صادمة، حيث كشفت التجربة تفاصيل دقيقة عن ممارسات غير قانونية تبدأ من جمع بطاقات الرقم القومي مرورًا بـتحديد مواعيد التصويت، وصولًا إلى تسليم المبالغ المالية والوجبات الغذائية بعد الإدلاء بالصوت، ولتعرف على ما حدث خلف أبواب اللجان وكيف يُشترى الصوت الانتخابي خطوة بخطوة، يمكنك قراءة التفاصيل الكاملة عبر الرابــــــــط.
التوازن بين الرؤيتين
فيما أكدت النائبة سميرة الجزار أنه لا يمكن الجزم بأن تصدر المرأة صفوف الانتخابات يعود بالكامل لسبب واحد دون الآخر، فالإقبال النسائي هو مزيج معقد، فهو من ناحية دليل على قوة القاعدة التصويتية للمرأة ووعيها ودورها في الاستحقاقات الوطنية، ومن ناحية أخرى يثير علامات استفهام حول مدى تأثر هذا الإقبال بالمخالفات الانتخابية، وخاصة ظاهرة بيع الأصوات التي أشارت إليها تقارير الرصد في تلك المرحلة.
دعوة لضمان النزاهة
وفي ختام تصريحاتها، شددت النائبة سميرة الجزار على أن جميع الجهات تؤكد أهمية مشاركة المرأة في العملية الديمقراطية، مشيرة إلى أن منظمات المجتمع المدني تطالب بضرورة تفعيل آليات الرقابة ومحاسبة المسؤولين عن أي ممارسات تتعلق بشراء الأصوات لضمان نزاهة العملية الانتخابية.