عمرو الورداني: "رياضة الصدق وعبادة الجمال" طريق النجاة من السيولة القيمية
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الدعاء «اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه» يجب أن يتحول إلى ممارسة يومية من خلال ما سماه «تمارين الصدق»، موضحًا أن النبي ﷺ علمنا رياضة الصدق حين قال: «إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا»، مؤكداً أن الصدق عبادة لا عادة، وهو الذي يجعل الإنسان ثابتًا وواضحًا مع نفسه قبل أن يكون واضحًا مع الناس.
وأضاف «الورداني»، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن من القيم التي تقاوم «السيولة الأخلاقية» في زماننا الرحمة، موضحًا أن الرحمة ليست ضعفًا بل «قوة ناعمة» تحفظ إنسانية البشر وسط الشدة والعنف، وأن العلم إذا لم يُثمر رحمة بالخلق فليس علمًا نافعًا، مشيرًا إلى أن التدين الحقيقي لا يعلو على الناس ولا يحكم عليهم، بل يحنو عليهم ويُصلح قلوبهم.
وأكد أن العدل قيمة ثالثة لا بد أن ترافق الصدق والرحمة، مشددًا على أن العدل لا يكون فقط في الحكم، بل في المشاعر والتفكير والمواقف، وهو ما يجعل الإنسان متزنًا في حياته.
وأكد الدكتور عمرو الورداني، على أن بناء الروح يحتاج إلى «زرع النور في الداخل» عبر قيمة الجمال، داعيًا إلى جعل الذوق عبادة، في ترتيب المكان وتنظيم الكلام والتأنق في السلوك، لأن الجمال طريق من طرق التزكية، قائلاً: «حتى في التعب والاختبار، خلي الجمال هو العنوان».




