السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

عالم بالأوقاف: الهوية الدينية تُبصّر الإنسان بمهمته في الحياة وتُعرّفه بمقاصد وجوده

الأحد 09/نوفمبر/2025 - 10:54 م
الدكتور أسامة فخري
الدكتور أسامة فخري الجندي

قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الهوية الدينية تمثل نواة الإنسان الكبرى، لأنها تُجيب على الأسئلة الوجودية التي تشغل ذهنه مثل: لماذا خُلق؟ وما الغاية من وجوده؟ وما مقاصد الدين ومقاصد النبوة؟

 

وأوضح الدكتور الجندي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان عبثًا، بل سخّر له كل ما في الكون من طاقات ومخلوقات، وجعله سيدًا أعلى على باقي الأجناس — الإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد — التي كلها تؤدي مهامها الموكولة إليها. وأضاف: "إذا كان الإنسان سيدًا أعلى في هذا الوجود، فمن هو سيده؟"، مبينًا أن سيد الإنسان هو من وهبه السيادة وسخر له كل ما في الوجود.

 

وبيّن أن الهوية الدينية هي التي تُبصّر الإنسان بهذه الحقيقة وتعرّفه بمهمته في الحياة، وهي تتمثل في ثلاث مقاصد عليا: العبادة، والعمارة، والتزكية بالأخلاق الحسنة.

 

وأكد أن العبادة في الإسلام شاملة ومتنوعة، فهي لا تقتصر على العبادات الشعائرية كالصلاة والصيام والزكاة والحج، بل تشمل كذلك العبادات القلبية، والبدنية، والمادية، واللسانية، وكل ما يُقرب العبد إلى ربه، أما المقصد الثاني فهو العمارة، مستشهدًا بقوله تعالى: «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها»، موضحًا أن عمارة الأرض لا تتحقق إلا بالتكافل والتعاون والتنوع في مجالات الحياة المختلفة، لتحقيق التقدم والنهوض بالوطن.

 

وأكد الدكتور الجندي، أن المقصد الثالث من الهوية الدينية هو التزكية بالأخلاق الحسنة، مستدلًا بقوله تعالى: «ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها»، مؤكدًا أن الهوية ليست قالبًا واحدًا بل نسيج مشترك من عدة عناصر، يأتي في مقدمتها الهوية الدينية التي تنير الطريق وتوضح الغاية من الوجود.