أوزيمبيك .. حلم التخسيس قد يتحول الي " كابوس " دراسة طبية حديثة تكشف خطورة ادوية إنقاص الوزن
كشف بحث طبي جديد عن تفاصيل مثيرة للقلق بشأن الآثار الجانبية المرتبطة بأدوية إنقاص الوزن الشهيرة، وعلى رأسها "أوزيمبيك"، محذراً من الاعتماد عليها دون إشراف طبي دقيق.
في ظل الإقبال المتزايد عالمياً على حلول فقدان الوزن السريع، سلطت دراسة حديثة الضوء على الجانب الآخر من استخدام هذه الأدوية التي تعمل على خفض الشهية، مشيرة إلى أنها قد تحمل تأثيرات جانبية متعددة تتطلب متابعة طبية مستمرة وتقييماً دقيقاً لأمانها على المدى الطويل.
أوضح الباحثون أن الآلية التي تعمل بها أدوية مثل "أوزيمبيك"، المعتمدة على مادة "سيماغلوتايد"، تتمثل في محاكاة هرمونات الجوع لتقليل الشهية وزيادة الإحساس بالشبع. ومع ذلك، تشير النتائج الصادمة إلى أن هذه الآلية قد تؤدي إلى أعراض مزعجة تشمل الغثيان المستمر واضطرابات الجهاز الهضمي والإرهاق العام.
الأخطر من ذلك، هو ما كشفته الدراسة حول أن الاستخدام الطويل الأمد قد يؤثر سلباً على صحة الكبد والبنكرياس، ما يستدعي "مراقبة دقيقة" من الأطباء أثناء فترة العلاج.
أكد القائمون على البحث أن الهدف الأساسي من نتائجهم ليس إثارة الخوف، بل التحذير من المخاطر الناتجة عن الاستخدام العشوائي أو زيادة الجرعات دون استشارة طبية. فبعض الحالات المسجلة أظهرت أن سوء الاستخدام يمكن أن يؤدي إلى "مضاعفات صحية خطيرة يصعب السيطرة عليها لاحقاً".
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من "أوزيمبيك" وقالت انه يُعد من الأدوية الرائدة في هذا المجال، أحدث بالفعل ضجة لقدرته على خفض الوزن، لكن التقارير الطبية رصدت ظهور أعراض جانبية مزعجة مثل التقيؤ وآلام المعدة والدوخة.
وفي هذا السياق، شدد الأطباء على أن هذه الأدوية "ليست حلاً سحرياً للسمنة"، بل يجب أن تكون جزءاً من خطة علاجية متكاملة تدمج بينها وبين "الغذاء الصحي" والنشاط البدني المنتظم.
في خطوة داعمة للبحث الجديد، أصدرت "منظمة الغذاء والدواء الأمريكية" (FDA) تحذيرات بضرورة توخي الحذر. وأكدت المنظمة أن أدوية مثل أوزيمبيك وويغوفي صُممت أساساً لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني، وليس للاستخدام التجميلي فقط لإنقاص الوزن. كما أشارت إلى أن بعض الحالات التي استخدمت الدواء لفترات طويلة تعرضت لمشكلات في الكلى والتهاب البنكرياس.
تطرقت الدراسة إلى ظاهرة الاعتماد النفسي، حيث قد يشعر المستخدمون بالعجز عن التحكم في الشهية دون هذه الأدوية. كما أشار الأطباء إلى أن التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى "زيادة مفاجئة في الوزن" نتيجة استعادة الشهية بسرعة، مما يخلق حلقة مفرغة من العودة إلى استخدام الدواء.
رغم المخاطر، أقر الخبراء بالفوائد الكبيرة لهذه الأدوية عندما تُستخدم بشكل صحيح، فهي تساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري.
في المقابل، يشجع المختصون على اعتماد بدائل طبيعية أكثر أمانًا، مثل التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات، وممارسة الرياضة بانتظام، مؤكدين أن تغيير نمط الحياة على المدى الطويل يعطي نتائج أكثر استدامة.




