الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

الأزياء الفرعونية والتنورة والانشاد في حفل المتحف المصري الجديد

الأزياء الفرعونية والتنورة والانشاد في حفل المتحف المصري الجديد

السبت 01/نوفمبر/2025 - 08:46 م
الأزياء الفرعونية
الأزياء الفرعونية والتنورة والانشاد في حفل المتحف المصري الج

المتحف المصري الجديد.. في إطار فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير، شهد الحفل استعراضاً للأزياء الفرعونية التقليدية حيث ارتدت العارضات ملابس مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، من بينها التنورة الفرعونية القصيرة الملتفة، التي تزامن معها أداء إنشادي احتفالي يعكس الطابع التاريخي للمكان.

ويُعَدّ هذا العرض جزءاً من الاحتفاء الكبير بالمشروع، الذي يُعرض فيه للمرة الأولى عدداً هائلاً من القطع الأثرية بما يشمل كنوز توت عنخ آمون.

هذا وقد حظي العرض باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شارك الحضور والجمهور صوراً ومقاطع فيديو توثّق الأزياء والإنشاد ضمن أجواء الاحتفالية.

المتحف المصري الكبير: أحد أعظم المشروعات القرن الحادي والعشرين،

يُعد المتحف المصري الكبير أحد أعظم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، ليس لمصر فحسب بل للعالم بأسره، فهو بمثابة بوابة ضخمة إلى أعماق التاريخ المصري القديم، ورمز يجسد عبقرية المصريين القدماء وقدرتهم على الإبداع والتخطيط. يقع المتحف على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، ليكوّن مع هذا الصرح الأثري الفريد لوحة متكاملة تربط بين الماضي المجيد والحاضر المتطور.

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في عام 2002، وجرى تنفيذ المشروع على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، ليصبح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة.

وقد تجاوزت تكلفة إنشائه 1.2 مليار دولار، بمشاركة واسعة من الحكومة المصرية وهيئات دولية عديدة، بما في ذلك دعم من منظمة اليونسكو، التي أشادت أكثر من مرة بحجم الجهد المبذول ودقة المعايير المتبعة في تنفيذه.

يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني. لكن التحفة الأهم داخله تبقى قاعة الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض فيها لأول مرة جميع مقتنيات المقبرة الملكية الشهيرة التي اكتشفها هوارد كارتر عام 1922، ويصل عددها إلى أكثر من 5000 قطعة أثرية، من بينها القناع الذهبي الشهير والعربة الملكية والأسلحة والزخارف والمجوهرات.

ويتميز المتحف بتصميم معماري فريد من نوعه يمزج بين الحداثة والرمزية الفرعونية. واجهته الضخمة المصنوعة من الحجر الجيري تستقبل الزوار برؤية بصرية مبهرة تطل على الأهرامات، كما تضم ساحته الخارجية تمثال الملك رمسيس الثاني الذي نُقل عام 2006 من ميدان رمسيس إلى موقعه الجديد في واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري في التاريخ الحديث.

لا يقتصر المتحف المصري الكبير على كونه معرضاً للآثار، بل يمثل مركزاً ثقافياً متكاملاً، يضم قاعات للعرض، ومتحفاً للطفل، ومركزاً للترميم والأبحاث يُعد من الأكبر في الشرق الأوسط، إلى جانب مسرح وقاعات عرض سينمائي ومناطق ترفيهية ومطاعم ومكتبات، ما يجعله وجهة شاملة للزوار من مختلف الأعمار والثقافات.

من الناحية البيئية، حصل المتحف على شهادة البناء الأخضر والاستدامة، تقديراً لالتزامه بالمعايير الدولية في كفاءة الطاقة والحفاظ على البيئة، وهو ما يعكس توجه مصر نحو التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الإنساني للأجيال القادمة.

ومع الافتتاح الرسمي في 1 نوفمبر 2025، تتوقع هيئة المتحف استقبال نحو 6 إلى 7 ملايين زائر سنوياً من المصريين والعرب والأجانب، مع تحقيق عائدات اقتصادية كبيرة تُسهم في دعم قطاع السياحة والثقافة، وتؤكد مكانة مصر كواحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية.

إن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يمثل مجرد حدث ثقافي أو سياحي، بل هو إعلان رسمي عن عودة مصر إلى صدارة المشهد الحضاري العالمي، ورسالة سلام واعتزاز بالحضارة التي ألهمت البشرية منذ آلاف السنين. فكل زاوية في هذا المتحف تحكي قصة، وكل قطعة أثرية تنطق بروح الفراعنة، لتظل مصر – كما كانت دائماً – أرض التاريخ والحضارة والنور.