بعد ربع قرن من التخطيط والبناء.. مصر تفتح أبواب المتحف المصري الكبير خلال أيام

ينتظر العالم بعد أيام قليلة افتتاح المتحف المصري الكبير، والمقرر له يوم السبت 1 نوفمبر 2025، وسط احتفالية كبرى تمتد لثلاثة أيام متتالية، يحضرها عدد من الرؤساء والملوك من جميع الدول، حيث من المرتقب أن يستقبل المتحف المصري الكبير الجمهور رسميًا اعتبارًا من يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، عقب الانتهاء من مراسم الافتتاح الرسمية وبرامج العروض والفعاليات.

وانطلقت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي بهدف تشييد أكبر متحف عالمي يجمع تراث الحضارة المصرية العريقة في موقع يجاور أهرامات الجيزة، وتحولت الفكرة تدريجيًا إلى مشروع واقعي حتى تحدد موعد افتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر 2025.

البداية والتصميم

شهد فبراير 2002 وضع حجر الأساس للمشروع على يد الرئيس الأسبق حسني مبارك، عقب الانتهاء من الدراسات الأولية، وخلال العام نفسه، أطلقت مصر مسابقة دولية كبرى لاختيار أفضل تصميم معماري للمتحف تحت إشراف اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين.

وفي يونيو 2003، فاز مكتب استشاري صيني أيرلندي مقره دبلن بالمسابقة، معتمدًا على تصور معماري مستوحى من الأهرامات؛ حيث تبدو أشعة الشمس المنعكسة من قمم الأهرامات الثلاثة وكأنها تلتقي عند هيكل المتحف ليبدو كهرم رابع من السماء.

الإنشاء والتطوير

بدأت أعمال تهيئة الأرض وإزالة العوائق لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، قبل تدشين عمليات البناء في مايو 2005 بتمويل من هيئة التعاون الدولي اليابانية، وفي العام التالي، أنشئ مركز متخصص لترميم القطع الأثرية المقرر عرضها داخل المتحف.

وبحلول يونيو 2010، افتتحت سوزان مبارك مركز الترميم إلى جانب محطات الطاقة والإطفاء وذلك بعد انتهاء المرحلتين الأولى والثانية من المشروع.

توقف واستئناف

توقفت الأعمال عقب أحداث ثورة 25 يناير 2011، لكنها استؤنفت لاحقًا بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014، وفي 2016 صدر قرار وزاري بتنظيم هيئة المتحف، تلاه إصدار القانون رقم 9 لسنة 2020 الذي أعاد هيكلتها كهيئة اقتصادية عامة تتبع وزارة الآثار.

محطات مهمة قبل الافتتاح

وفي يناير 2018، تم نقل تمثال الملك رمسيس الثاني ليصبح أول قطعة أثرية تستقر في موقع المتحف الجديد، واكتمل البناء في عام 2021 على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، متضمنًا بهو المدخل والدرج العظيم وقاعات الملك توت عنخ آمون ومتحف الطفل والمنشآت الخدمية وأنظمة التأمين الحديثة، وفي 16 أكتوبر 2024، انطلق التشغيل التجريبي للمتحف المصمم لعرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.

الافتتاح المرتقب

كانت مصر قد أعلنت إقامة حفل الافتتاح في 3 يوليو 2025 بمشاركة قادة دوليين، لكن التطورات السياسية الناتجة عن تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران دفعت إلى تأجيل الحدث حتى الأول من نوفمبر 2025.