طارق البرديسي لـ"مصر تايمز" الربط بين المتحف ومنطقة الأهرامات يُجسد عبقرية التخطيط في استثمار الجغرافيا لخدمة التاريخ
في لحظة فارقة من تاريخ مصر الحديث، يقترب افتتاح المتحف المصري الكبير ليُعلن عن ميلاد قوة ناعمة جديدة، لا تكتفي بعرض الآثار، بل تُجسد رؤية استراتيجية للدولة المصرية في توظيف التاريخ لخدمة الحاضر والمستقبل.
افتتاح المتحف المصري الكبير
وفي تصريح خاص لـ"مصر تايمز "، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية والمحلل السياسي، أنه "كما أهدى الأجداد العالم معجزة الأهرامات، ها هي مصر في عام 2025، وبعد آلاف السنين، تهدي العالم هذا الصرح الحضاري الفريد، المتحف المصري الكبير، وليس مجرد متحف، بل مدينة متكاملة للبنيان، تعكس قوة الدولة المصرية ومتانة مؤسساتها."

وأضاف البرديسي، "المتحف سيكون بالفعل الأكبر والأهم في العالم، لأنه المتحف المصري الخالص، كل متاحف العالم تضم أقساماً للآثار المصرية، من لندن إلى اللوفر، لكن هذا المتحف هو الأصل، على مساحة ضخمة، ويعرض مقتنيات تُكشف لأول مرة منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، والتي ظلت مكدسة في المخازن لعقود.
وأكد أن هذه النقلة الحضارية والثقافية تُثبت أن مصر بلد عظيم، قيادةً وحكومةً وشعباً، قائلاً، "المتحف المصري الكبير هو رسالة حضارية وسياسية، تقول للعالم إننا لا نعيش على أمجاد الماضي، بل نُعيد إنتاجها بروح العصر، ونُقدمها للعالم كقوة ناعمة تعكس عبقرية المصريين وقدرتهم على البناء والابتكار."
وفي سياق متصل، شدد البرديسي على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يُجسد امتداداً طبيعياً لسلالة من حملوا عبء المجد الحضاري، مضيفًا: "الرئيس السيسي يمضي بثقة، ويتابع مشروع مصر الحديثة بروح الأجداد العظام، وكما أذهل الفراعنةُ العالمَ بعلومهم، يواصل المصريون اليوم الإبهار بقيادة تملك الرؤية والحسم."
وحول البنية التحتية المحيطة بالمتحف، أشار البرديسي إلى أن المشروع محاط بشبكة طرق سياحية حديثة، تُعد جزءاً من طفرة عمرانية غير مسبوقة، قائلاً: "الربط بين المتحف ومنطقة الأهرامات يُجسد عبقرية التخطيط في استثمار الجغرافيا لخدمة التاريخ والاقتصاد والحضارة الإنسانية."
وتابع البرديسي قائلاً: "المتحف المصري الكبير هو بداية لقوة ناعمة جديدة، تحكي للعالم أن مصر لا تزال كما كانت، أم الحضارة وصاحبة الرسالة.





