الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

كبير الأثريين مجدي شاكر لـ "مصر تايمز": افتتاح المتحف المصري الكبير رسالة فكرية وحضارية للعالم

الثلاثاء 28/أكتوبر/2025 - 01:42 م
مجدي شاكر كبير الأثريين
مجدي شاكر كبير الأثريين

في أجواءٍ تملأها الإثارة والتحضير، تتجه كل الأنظار نحو محافظة الجيزة استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر، حيث لا يُعد هذا الحدث مجرد افتتاح تقليدي، بل هو بمثابة إعلان مصري جديد عن قوة الهوية و الإنجاز، وعن رؤية وطنية تمتد من عراقة التاريخ إلى حاضر الجمهورية الجديدة.

من جانبه قال كبير الأثريين مجدي شاكر إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث احتفالي أو عرض لمجموعة من الآثار، بل يمثل رسالة فكرية وحضارية عميقة تقدمها مصر للعالم في ظل الأزمات الاقتصادية و الجيوسياسية الراهنة، لتؤكد من خلالها أنها تبني “الجمهورية الجديدة” على أساس من الفكر والهوية والثقافة.

المتحف المصري الكبير يعكس فلسفة الجمهورية الجديدة

وأوضح شاكر لـ "مصر تايمز"، أن الهدف من الاحتفال بافتتاح المتحف ليس الموسيقى أو المظاهر فحسب، و إنما التأكيد على أن مصر قادرة على صناعة الفكر والحضارة كما كانت دائمًا، وأنها تستعيد دورها التاريخي في بناء الوعي والهوية في مواجهة حروب الفكر التي تسعى لطمس الحضارات وتشويه التاريخ.

وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير يعكس فلسفة الجمهورية الجديدة في تكامل الماضي والحاضر، فالمشروع ليس مجرد عرض أثري، بل مشروع يستهدف التصدي للأزمات من خلال الثقافة والهوية الوطنية، من خلال الآتي:

في هذا المتحف، نعرف العالم بمصر الجديدة، ليس فقط بأهراماتها وجمالها وآثارها، ولكن ببنيتها التحتية وعاصمتها الإدارية ومشروعاتها القومية وبنيتها التحتية الحديثة.

كما نستعرض للعالم الماضي والحاضر معًا، لنقول إن مصر كانت منبع الحضارة ولن تزال منارة للهوية والفكر.

وأوضح شاكر ،أن المتحف يضم أكثر من 57 000 قطعة أثرية معروضة، إلى جانب نحو 50 000 قطعة محفوظة في المخازن، وكل قطعةٍ منها تحكي قصة من تاريخ مصر الممتد منذ مئات الآلاف من السنين.

 وأضاف أن من بين هذه الكنوز أقدم قطعة أثرية في العالم وهي "الفأس الحجرية" أو البلطجة المكتشفة في صحراء العباسية، ويرج تاريخها إلى أكثر من ٧٠٠ ألف سنة، إضافة إلى تمثالين خشبيين مغطّيين بالذهب اكتشفتا في تل الفرخة بمحافظة الدقهلية ويُرجع تاريخهما إلى ما قبل توحيد القطرين بنحو ستة آلاف سنة.

وتستعد محافظة  الجيزة لاستقبال رؤساء وملوك دول العالم، ضمن احتفالية ضخمة يُرتقب أن تكتب فصلًا جديدًا في مسيرة الدولة المصرية. 

 تطوير طريق الفيوم بالكامل

حيث انتهت محافظة الجيزة من تطوير طريق الفيوم بالكامل، وتمت أعمال الرصف والتجميل وزراعة آلاف الأشجار والنخيل حول المحيط الخارجي للمتحف، ضمن خطة لتجميل المنطقة وتحويلها إلى واجهة حضارية تُعبّر عن هوية مصر البصرية. 

شملت أعمال التطوير أيضًا الطريق الدائري ومحوري المريوطية والمنصورية، وصولاً إلى مطار سفنكس، بحيث يصبح المحيط الحيوي للمتحف “واجهة عالمية” لمصر.

تم تخصيص شاشات عرض في ميادين العاصمة والمحافظات لعرض محتوى بصري عن المتحف، وتركيب لوحات دعائية على مئات الحافلات، تزامناً مع عروض كرنفالية احتفالية

من أبرز الأرقام والإحصائيات: مساحة المشروع تتجاوز 300 ألف متر مربع، ويحتوي مركزًا للترميم يُعد الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط، ويعرض لأول مرة مجموعة كاملة لملك مصر توت عنخ آمون تضم نحو 5 آلاف قطعة أثرية.

امتداد أشعة الشمس القادمة من قمم الأهرامات إلى قلب المتحف

وفيما يخص التصميم المعماري كان من نصيب شركة أيرلندية، حيث قام التصميم على امتداد أشعة الشمس القادمة من قمم الأهرامات إلى قلب المتحف، في تعبير بصري عن وحدة التاريخ والمكان. 

وشدد شاكر على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع سياحي أو ثقافي، بل هو مشروع وطني يرمز لاستعادة الهوية الوطنية المصرية في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات فكرية وثقافية.

 وأضاف، الحروب القادمة ليست بالدبابات أو الطائرات، بل هي حروب هوية ووعي، ومن يمتلك الفكر هو من يملك الأرض.

واختتم كبير الأثريين مجدي شاكر تصريحاته قائلًا إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو إعلان واضح بأن مصر ما زالت مهد الحضارة، وأنها قادرة على أن تقدم للعالم فكرًا وثقافة تضاهي عظمتها القديمة، وتؤكد أن الجمهورية الجديدة هي امتداد طبيعي لتاريخها المضيء ومستقبلها الواعد.