الأحد 14 ديسمبر 2025 الموافق 23 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

القصة الكاملة لجريمة هزت فيصل واعترافات صادمة للمتهم بالتخلص من أسرة كاملة

الإثنين 27/أكتوبر/2025 - 01:09 م
المتهم
المتهم

شهدت منطقة اللبيني بفيصل واقعة هزّت المجتمع المحلي وأثارت اهتمام الرأي العام بعد العثور على طفلين متوفين أمام أحد العقارات بالمنطقة ، وما تلا ذلك من تحقيقات أفضت إلى ضبط مشتبه به واعترافات مثيرة حول تفاصيل اختفاء وموت أفراد أسرة كاملة .

بدأت القصة عندما تلقى قسم شرطة الأهرام بلاغًا من الأهالي بوجود طفلين أمام أحد العقارات في حالة إعياء . 
تحركت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة إلى موقع البلاغ ، وتم نقل المصابين واتخاذ الإجراءات الأولية المطلوبة . 
أثناء جمع المعلومات تبين أن الأسرة التي اختفت منذ أيام تتكون من أم وأطفالها الثلاثة ، وهو ما دفع فرق البحث إلى توسيع دائرة التحريات .

تكثيف التحريات لكشف لغز الجريمة

قادت التحريات الميدانية رجال البحث الجنائي إلى شخص يعمل في مجال تجارة الأدوية البيطرية ، وبتحديد مكانه وضبطه تبين وجود علاقة سابقة بينه وبين الأم . 

وفقًا لمحاضر الضبط والاعترافات الأولية ، اعترف المتهم بأن الأم كانت تقيم معه لفترة وأن بينهما علاقة شخصية ، قبل أن تتدهور الأوضاع وتنشأ خلافات متكررة .

اعترافات المتهم:  اكتشفت سلوكًا غير لائق

بحسب ما ورد في محاضر التحقيق ، أفاد المتهم بأنه لاحظ " سلوكًا غير لائق " لدى الأم  صرح بها أمام محققي النيابة والشرطة وأن هذا الأمر دفعه إلى اتخاذ إجراءات وصفتها الجهات الأمنية في محاضرها بأنها أدت إلى تدهور حالتها الصحية . 

وأوضح المتهم أنه استخدم مادة من المواد التي تتعامل بها نشاطه التجاري، وقدمها في مشروب للأم ، فشعرت بحالة إعياء ثم توفيت لاحقًا ، بحسب ما ورد في سرد اعترافه .

تؤكد النيابة أن هذه الاعترافات مسجلة في محاضر التحقيق ، وأنها محط فحص فني وقانوني لتحديد مدى صدقيتها ومُطابقتها للأدلة المادية .

أضافت اعترافات المتهم أنه أعطى مشروبات مشابهة لأبناء الأم الثلاثة أثناء تواجدهم معه ، وأن اثنين منهما وُجدَا أمام عقار في حالة إعياء قبل أن يتم نقلهما ، بينما كان الطفل الثالث محل متابعة حتى تم العثور على جثمان له لاحقًا . 

وتابع المحققون مسارات نقل الأطفال والأشخاص الذين ساعدوه ظنًا في إسعافهم ، بينهم أحد العاملين بمحل المتهم وسائق مركبة " توك توك " اعتُبرا حسني النية حتى الآن ، ويخضعان للاستجواب الروتيني فقط .

مصادر قضائية أكدت أن النيابة العامة أمرت بإجراء الفحوص المعملية والطب الشرعي على عينات العينات المتوفرة ، والتحاليل ستحدد نوع المادة وتأثيرها ، كما ستقارن نتائجها باعترافات المتهم لتثبيت أو نفي شبهات القصد أو التسبب غير العمدي . التحقيقات الجنائية تشمل فحص تسجيلات كاميرات المراقبة ، وسحب عينات من مسرح الحادث ، وتحليل بيانات المشتبه به ومصدر المواد المستخدمة .

أحالت النيابة المتهم إلى القاضي المختص ، وتباشر التحقيق في قضايا متعلقة بالوفاة والجرح والتسبب ، مع توجيه إنذارات قانونية بما يقتضيه القانون . 

تنص المادة ( 230 ) من قانون العقوبات على أن من تسبب عمدًا في وفاة إنسان مع سبق الإصرار يعاقب بأشد العقوبات ، وتعتبر محاكم الإثبات والطب الشرعي المرجع الحاسم في تقرير ما إن كان الفعل قد ارتكب بقصد مسبق أو نتيجة اعتداء غير مقصود .

أثارت القضية موجة من التعاطف والحزن بين أهالي الحي وروّاد منصات التواصل ، فيما دعت أصوات ناشطة إلى إنصاف الضحايا وضمان سرعة الفصل القضائي مع الالتزام بحماية خصوصية الأطراف وخاصة الأطفال . 
ناشد سكان الحي سلطات التحقيق بضرورة الإفصاح عن النتائج بصورة منتظمة حتى يطمئن الرأي العام ، مع التأكيد على أن كل ما يُنشر يجب أن يلتزم بما يقرّه القضاء ويراعي حساسية ملف القصر .

تُطرح مجموعة من الأسئلة التي ينتظر الشارع إجابات عنها من النيابة وأجهزة الأمن : ما الدافع الحقيقي وراء فعل المتهم إن ثبت ؟ 
هل كانت هناك دلائل مسبقة على عدم الاستقرار الأسري ؟ 
وما دور المحيط المجتمعي في اكتشاف الإشكاليات مبكرًا ؟ 
وتبقى هذه الأسئلة محط متابعة حتى تخرج نتائج الطب الشرعي والتحقيقات الفنية التي ستوضح الصورة كاملة .

قضية " أسرة فيصل " مثال صارخ على تعقيدات الجرائم التي تختلط فيها العلاقات الشخصية بالمصالح والقرارات الفردية ، وعلى ضرورة التعامل معها بحنكة قانونية وإنسانية . 
بينما يواصل رجال النيابة وأجهزة البحث الجنائي عملهم لتقديم ملف متكامل إلى القضاء ، يظل دور المجتمع في الإبلاغ واليقظة عن أي طارئ عاملًا حاسمًا في حماية الأسر والأطفال .