الأستاذ أيقونة الصحافة العربية.. 102 عام على ميلاد محمد حسنين هيكل
تحل اليوم، 23 سبتمبر، الذكرى الـ102 لميلاد الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، أحد أبرز أعمدة الصحافة المصرية والعربية في القرن العشرين، وصاحب اللقب الأشهر الأستاذ؛ ورغم رحيله في 17 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عامًا، لا يزال اسمه حاضرًا بقوة في الذاكرة الصحفية والسياسية، سواء من خلال مؤلفاته أو من خلال المؤسسة التي تحمل اسمه وتدعم الأجيال الجديدة من الصحفيين.
بداية المشوار
وُلد هيكل عام 1923 بحي الحسين في القاهرة، فيما تعود جذور عائلته إلى قرية باسوس بمحافظة القليوبية، و التحق بالعمل الصحفي عام 1942 في صحيفة الإيجيبشيان جازيت، ليبدأ مسيرة امتدت أكثر من سبعة عقود، شهد خلالها تحولات كبرى في تاريخ مصر والمنطقة.
رئاسة الأهرام وعلاقته بعبد الناصر
ارتبط اسم هيكل بصحيفة الأهرام التي تولى رئاسة تحريرها عام 1957، وحوّلها إلى واحدة من أبرز الصحف في المنطقة العربية، كما ارتبط بعلاقة وثيقة بالرئيس جمال عبد الناصر، حيث كان شاهداً وشريكًا في صياغة خطاب ثورة يوليو، بل وأسهم في كتابة كتاب “فلسفة الثورة” عام 1953، هذه العلاقة جعلته قريبًا من دوائر صناعة القرار، قبل أن يبتعد تدريجيًا في عهد الرئيس السادات إثر خلافات سياسية.
الاعتزال والجائزة
في 23 سبتمبر 2003، أعلن هيكل اعتزاله الكتابة المنتظمة بعدما بلغ الثمانين، مكتفيًا بالمقالات والتحليلات على فترات متفرقة، وبعد رحيله بأعوام قليلة، تأسست مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية التي خصصت يوم ميلاده موعدًا سنويًا لتوزيع جوائز تشجيعية لدعم الصحفيين الشباب في العالم العربي، تقديراً لإسهاماته المهنية.
مؤلفات وإرث ممتد
ترك هيكل إرثًا فكريًا وصحفيًا كبيرًا، تمثل في عشرات الكتب التي وثقت مراحل دقيقة من تاريخ مصر والعالم العربي، منها:
"ملفات السويس"
"الطريق إلى رمضان"
"الانفجار"
"بين الصحافة والسياسة"
"أحاديث في السياسة"
وتُرجمت بعض مؤلفاته إلى لغات عدة، ما جعله صوتًا مؤثرًا خارج حدود مصر أيضًا؛ لكنه رحل هيكل، وفقدت الصحافة العربية أحد أعمدتها، لكنه ترك مدرسة مهنية قائمة على التحليل العميق والاطلاع الواسع والقدرة على الربط بين السياسة والتاريخ، ويظل 23 سبتمبر يومًا رمزيًا يجمع بين ميلاده، واعتزاله، وتكريم الصحفيين الشباب من بعده، ليبقى “الأستاذ” حاضرًا في ذاكرة المهنة كأحد أعظم رموزها.





