الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

الأعلي للثقافة يفتتح مؤتمر جمال عبد الناصر بمشاركة نخبة من المؤرخين بمسرح الهناجر

الإثنين 28/سبتمبر/2020 - 01:43 م
احتفالية ناصر بالاعلي
احتفالية ناصر بالاعلي للثقافة

 

إفتتح المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى؛ وتحت رعاية الدكتوة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية؛ فعاليات مؤتمر: "جمال عبد الناصر.. تحديات وإنجازات"؛ والذى انطلقت فعالياته فى تمام الحادية عشرة صباح اليوم الإثنين؛ بمقر المجلس الأعلى للثقافة؛ بمشاركة نخبة كبيرة من المؤرخين والإعلاميين والسياسيين؛ ويقام المؤتمر فى إطار الاحتفاء بذكرى الزعيم جمال عبد الناصر وبمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيله؛ ويتضمن المؤتمر جلسة افتتاحية وثلاث جلسات بحثية بالإضافة إلى مائدة مستديرة.

 

تحدث الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، كلمته خلال فعاليات افتتاح المؤتمر، قائلًا: "يسعدنى ويشرفنى أن أرحب بحضراتكم في رحاب المجلس الأعلى للثقافة فى مستهل فعاليات هذا المؤتمر المهم، الذى ينعقد تحت عنوان: "جمال عبد الناصر : إنجازات وتحديات"، واسمحوا لى بداية أن أنقل لحضراتكم تحيات معالى وزيرة الثقافة الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم، التى حالت ارتباطات رسمية مهمة دون تواجدها معنا اليوم".

 

ثم تابع قائلًا: "نلتقى اليوم لنحتفل بذكرى رحيل واحد من أبرز زعماء الأمة العربية وأخلصهم على مدى تاريخها... ذكرى رحيل زعامة نادرة تجاوز تأثيرها كثيرا محيط دائرتها المحلية، ليكون لها دور لا يمكن إنكاره عربيا وإفريقيا و إقليميا ودوليا. ذكرى رحيل أشهر الزعماء العرب فى القرن العشرين على الإطلاق وأكثرهم ارتباطا بالعروبة والقومية العربية؛ ففى مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 ترجل الفارس عن صهوة جواده بعد أن قضى أيامه الأخير، بعد أن بذل جهدا مضنيا لرأب الصدع فى جدار العلاقات العربية بعد أحداث أيلول الأسود، ولم يكن ذلك إلا استمرارا لدور تاريخى وطنى، ورسالة أمن بها الزعيم ووهب لها جل حياته تحقيقا لحلم القومية العربية، وبعد مرور نصف قرن من الزمان، ما تزال حياة الزعيم جمال عبد الناصر مثارا للعديد من الدراسات والأبحاث التى تتناول بالرصد والتحليل دور الرئيس عبد الناصر وتاثيره.

 

ومهما تباينت الآراء واختلفت التحليلات؛ فمما لا شك فيه أن جمال عبد الناصر كان علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث"، وواصل كلمته مشيرًا إلى أن الزعيم جمال عبد الناصر عاش مناصرا للعروبة مناهضا للاستعمار بصوره واشكاله كافة، كما كان داعما للثورات العربية فى ليبيا والجزائر والعراق واليمن، كما كان له دور مهم فى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 كما كان له دور بارز فى تأسيس حركة عدم الانحياز و كثيرة هى إنجازات الرجل؛ فمن مشاركته لحلم التغيير مع غيره من الضباط الشباب بعد أن التقاهم للمرة الأولى فى السودان ليتوجوا حلمهم بتأسيس تنظيم الضباط الأحرار، مرورا بثورة خالدة فى الثالث والعشرين من يوليو 1952 إلى تاميم لقناة السويس فى 1956 إلى بناء السد العالى بعد كثير من الصعوبات والمعوقات، وبرغم الآثار السلبية لنكسة 1967 .

 

وبعد أن جدد الشعب 9 و10 يونيه الثقة فى قائده بعد خطاب التنحى، سرعان ما بدا الرجل فى إعادة بناء القوات المسلحة، ولعل معارك حرب الاستنزاف خير شاهد على الإصرار والتحدى على إزالة آثار العدوان... وسنظل جميعا نتذكر ملحمة تدمير "إيلات" ومعركة: "رأس العش" وعملية "الحفار" والغواصة "داكار" وغيرها عشرات من ملاحم البطولة وأساطير التضحية والفداء، التى مهدت جميعها الطريق إلى أعظم انتصار عسكرى شهده التاريخ الحديث فى أكتوبر 1973.

 

عقب ذلك أكمل الدكتور هشام عزمى كلمته قائلًا: "فى مثل هذا اليوم منذ خمسين عاما، ومن المفارقات أنه كان أيضا يوم "إثنين"، التفت الأسرة والأهل والأصدقاء احتفالا بعيد ميلاد الصبى، بيد أنه سرعان ما توقف الاحتفال وتلاشت كل مظاهره، لتحل محلها كل مشاعر الألم والأسى والخوف والترقب للمستقبل؛ فلقد ظهر الرئيس السادات على شاشة التلفاز ليعلن عن فقدان مصر لقائدها.. ولن ينسى الصبى، وكانت الأسرة تقطن فى منزل بحى "لاظوغلى" على مسافة أمتار قليلة من مجلس الأمة، لن ينسی دموع أقرب الأقربين.. ولن ينسى مشاهد رجال ونساء بل وشيوخ أخذوا الشوارع والميادين فى لحظات يكون القائد والزعيم.

 

كما لن تنسى تلك الجماهير التى رأها رأى العين أثناء جنازة الزعيم بعد أن انتقلت الأسرة إلى منزل أحد الأقارب لتتابع مراسم الجنازة عن قرب.. تلك الجنازة التى كانت واحدة من أعظم الجنازات التى شهدها التاريخ - إن لم تكن أعظمها على الإطلاق - وها أنا ذا أنتهز هذه المناسبة لكى أتوجه بالتحية الخالصة للزعيم فى ذكراه.. تحية خالصة من ذلك الصبى الذى هو أنا".