الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

سيناريوهات غزة.. هدنة مؤقتة أم حرب بلا نهاية؟ سياسية أمريكية تكشف الرؤية المستقبلية (خاص)

الأحد 07/سبتمبر/2025 - 08:38 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا تزال احتمالات الهدنة في غزة معلقة بين مؤشرات إيجابية وعقبات مستعصية؛ إذ تتحرك قنوات الوساطة الإقليمية والدولية بوتيرة نشطة، بينما يقف الجمود السياسي وانعدام الثقة والكارثة الإنسانية كعوائق أمام أي تسوية حقيقية.


وعلقت على ذلك السياسية الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، أن  المقترحات المطروحة تدور حول هدنة مرحلية تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار يمتد لأسابيع، تبادلًا للأسرى والرهائن، إعادة انتشار جزئي للقوات الإسرائيلية، وتدفقًا مكثفًا للمساعدات الإنسانية. 

وقد أبدت حماس انفتاحًا مبدئيًا على مثل هذه الصيغ، مدركة حاجة سكان القطاع المرهقين إلى استراحة، وساعية لاعتبار الإفراج عن الأسرى إنجازًا سياسيًا، وفي المقابل، تدفع أصوات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نحو هدنة قصيرة تُتيح استعادة الرهائن وإعادة تنظيم العمليات العسكرية.


و أوضحت إيرينا تسوكرمان خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”،  أن الرأي العام الإسرائيلي يلعب دورًا متناميًا؛ إذ تكشف استطلاعات أن أكثر من 60% من الإسرائيليين، بينهم أنصار لرئيس الوزراء، يفضلون استعادة الرهائن حتى لو تطلب ذلك انسحابًا كاملًا من غزة. المظاهرات الأسبوعية في المدن تضفي وزنًا سياسيًا على هذا المزاج، ما يزيد الضغط على نتنياهو وحكومته.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية 


 و أضافت، خارجيًا، تزداد الضغوط على إسرائيل مع استعداد عدة دول غربية للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، ومناقشة فرض قيود على تصدير السلاح إليها. في واشنطن، يعمل الديمقراطيون على ربط نقل الأسلحة بوقف إطلاق النار، بينما يضغط دونالد ترامب لإنهاء العمليات سريعًا رغم دعواته العلنية لتحقيق "النصر الكامل"، ملوحًا بخطة أميركية غامضة لإعادة إعمار غزة.


 وتابعت تسوكرمان، على الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على 40% من مدينة غزة، وهو ما يُستخدم كتبرير لمواصلة الحملة أو كذريعة للتوقف والدخول في مفاوضات. في المقابل، يشكل لبنان عاملًا موازيًا؛ فالجهود الغربية والإقليمية لنزع سلاح حزب الله قد تخفف الضغط على إسرائيل وتفتح الباب أمام تهدئة في غزة.

استسلام حماس 


لكن العقبات باقية: الحكومة الإسرائيلية تشترط استسلام حماس الكامل وتفكيك بنيتها العسكرية وعودة كل الرهائن، فيما ترفض حماس التخلي عن سلاحها باعتباره الضمانة الوحيدة لبقائها. كما أن انهيار الهدن السابقة يثير شكوكًا لدى الطرفين بشأن أي ترتيبات جديدة.


في ظل تدهور الوضع الإنساني وتفاقم معاناة المدنيين، قد تُفرض هدن إنسانية قصيرة لإدخال المساعدات أو تسهيل تبادل الأسرى،  أما على المدى المتوسط، فإن استمرار النزيف البشري وتنامي الاعتراف الدولي بفلسطين قد يدفع إسرائيل إلى عزلة غير مسبوقة، ويزيد الضغط الداخلي لإنهاء الحرب. حينها قد يصبح التوصل إلى هدنة أوسع ممكنًا، وإن لم يحل جذور الصراع.

و رغم التعقيدات، فإن مسار الحرب يبدو غير قابل للاستمرار طويلًا. ومع تراكم الضغوط الدولية والداخلية، تبدو الهدنة، عاجلًا أم آجلًا، خيارًا لا مفر منه، حتى لو جاءت ناقصة ومؤقتة.