الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عاجل| المخدرات الرقمية.. كارثة جديدة تضرب عقول الشباب في مصر (خاص)

السبت 06/سبتمبر/2025 - 12:49 ص
المخدرات الرقمية
المخدرات الرقمية

في العصر الرقمي الحديث، لم يعد الخطر محصورًا في لفافة حشيش أو قرص مخدر، بل ظهرت أشكال جديدة من الإدمان تتجاوز الحدود التقليدية للمخدرات الكيميائية، تسمى المخدرات الرقمية، هذا النوع من المخدرات ليس مجرد موسيقى، بل موجات صوتية مشفّرة تُبث عبر منصات مشبوهة على الإنترنت، وتعمل على إعادة برمجة المخ، فتسبب حالة تشبه تأثير المخدرات التقليدية، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى آثار جانبية خطيرة على الصحة النفسية والعقلية.

 

الإدمان بالمخدرات الرقمية

وفي هذا الصدد، يستعرض موقع "مصر تايمز" روايات صادمة لبعض الشباب ممن سقطوا في براثن الإدمان بالمخدرات الرقمية وكيف تم استدراجهم للوقوع في براثن إدمانه والذي تجاوز الحدود التقليدية للمخدرات الكيميائية؟، حيث يقول طالب جامعي يبلغ من العمر (21 عاما): “كنت بسمع موسيقى ساعة واحدة في اليوم، وبعد شهر بقيت بقفل على نفسي يومين كاملين زي اللي واخد ترامادول”.

 

كما روت طالبة تبلغ من العمر (18 عامًا) لـ"مصر تايمز" تجربتها في إدمان المخدرات الرقمية قائلة: “اللي خلاني أجرب إني كان ببلاش في الأول، بعدين بقيت أشتري ترددات مخصوص عشان أعيش الجو اللي يخلي مزاجي مظبوط”.

 

كيف تعمل المخدرات الرقمية؟

من جهتها، تقول الدكتورة إيناس عبد العزيز، خبيرة الأمن الرقمي، إن المخدرات الرقمية تعتمد على ما يسمى بـالترددات الثنائية (Binaural Beats)، حيث يتم بث صوتين بتردد مختلف في كل أذن، فيبدأ المخ في محاولة التوفيق بينهما.

الدكتورة إيناس عبد العزيز، خبيرة الأمن الرقمي

وتضيف خبيرة الأمن الرقمي في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" أن هذه العملية تخلق تذبذبات عصبية غير طبيعية تؤدي إلى شعور بالانتشاء أو فقدان التوازن، مع الاستماع المتكرر، يدخل المخ في حالة “تشويش”، ويبدأ في إفراز مواد كيميائية مشابهة للدوبامين والسيروتونين التي تطلقها المخدرات.

 

التأثيرات الخطيرة على المخ والجسم

وتوضح أن المخدرات الرقمية لها تأثيرات خطيرة على المخ والجسم منها التالي:

  • إدمان نفسي شديد: المستخدم يعتقد أنه لا يستطيع التركيز أو النوم دون هذه الترددات.
  • اضطرابات عصبية: صداع متكرر، تشنجات، نوبات هلع.
  • أعراض نفسية: اكتئاب، عزلة اجتماعية، ميول عدوانية.
  • بوابة لمخدرات أخرى: كثير من الحالات المسجلة بدأت بالموسيقى الرقمية ثم انتهت بالمخدرات الكيميائية.

 

وكشفت الدكتورة إيناس عبد العزيز، عن السوق الخفي لـ“المخدرات الرقمية”، والتي تتمثل في صفحات على فيسبوك وتيليجرام تعرض قوائم “جرعات موسيقية” تبدأ من 5 دولارات للجلسة الواحدة، إضافة إلى بعض المواقع تقدم اشتراكات شهرية لتحميل “الترددات المخدرة”، متابعة: "واللافت أن كثيرًا من هذه الأموال يتم تدويرها في عمليات غسيل أموال عبر العملات الرقمية".

 

الخطر النفسي والسيكلوجي

وتكمل: المخ يتعامل مع هذه الترددات على إنها مؤثر خارجي قوي، فيفقد القدرة على تنظيم حالته المزاجية طبيعيًا، ومع الوقت يصبح الشخص محتاج “جرعات أطول وأعلى”، بالضبط زي المدمن، متابع: الأخطر الإدمان صامت، لا رائحة، لا آثار جسدية واضحة، مجرد سماعات على الأذن.

 

وردًا على تساؤل حول من المسؤول عن انتشار هذا النوع من المخدرات والتي تعرف بالمخدرات الرقمية، أكدت انه لا توجد تشريعات مصرية أو عربية واضحة تجرم هذه الموسيقى حتى الآن، لافتة إلى أن المنصات الرقمية تعتبرها “محتوى ترفيهي”.

 

وفي المقابل، حذر الخبراء من أن “التأخير في مواجهة هذا النوع من المخدرات سوف يحوّل جيل كامل لمدمنين جدد بمسميات مختلفة”.

 

"يجب على الدولة التحرك سريعًا لمواجهة هذه الكارثة"، بهده الكلمات بدأ اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني حديثه لـ"مصر تايمز" مؤكدًا على تشديد الرقابة على المنصات الرقمية التي تعرض هذه الترددات.

 

اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني

 

وأضاف الخبير الأمني أنه يجب توعية الشباب بخطورة هذه المخدرات الرقمية، وتقديم الدعم النفسي والعلاجي للمدمنين على هذه المخدرات.

 

واختتم حديثه قائلًا: المخدرات الرقمية كارثة جديدة تضرب المجتمع في صمت، فإذا لم تتحرك الدولة سريعًا، سنجد أنفسنا أمام جيل كامل مدمن على “موسيقى بلا كلمات”.