اشتباك دبلوماسي على تويتر بين وزيري خارجية فرنسا وإسرائيل (تفاصيل)
شنّ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو هجوما غير مألوف اليوم على نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر ، وذلك عقب انتقاد ساعر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون . وفي تغريدة لاذعة، كتب بارو: "على الرغم من اختلافنا في الرأي حول القضية الفلسطينية، فإن هذا الكلام مُحرّف وغير منصف يا عزيزي جدعون".
و أضاف وزير الخارجية الفرنسي قائلا: وعد الرئيس ماكرون بالتزامات غير مسبوقة من السلطة الفلسطينية بمبادرة شخصية منه. انتهى نظام "الدفع مقابل القتل" في الأول من أغسطس، وسيتم إجراء تدقيق مستقل قريبًا.
كما يخضع نظام الكتب المدرسية للمراجعة لمنع التحريض. وسنحاسب السلطة الفلسطينية على هذه الالتزامات، إلى جانب وزراء خارجية بريطانيا وكندا وأستراليا.
وأضاف بارو: "حصلنا على التزامات غير مسبوقة من الدول العربية وتركيا، التي أيّدت في "إعلان نيويورك" المُعتمد في يوليو، تسريحَ حماس وإبعادها عن الساحة، وإنشاء قوة استقرار لإدارة "اليوم التالي" في غزة، والتطبيع، وإقامة هيكلية أمنية إقليمية مع إسرائيل.
هناك بديل لهذه الحرب التي لا تنتهي، ومن واجبنا كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولدينا مصالح مدنية وأمنية في المنطقة، أن نطرحه".
في وقت سابق، كان وزير الخارجية ساعر هو من هاجم ماكرون بشدة بسبب انتقاده لقرار الولايات المتحدة منع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين كبار آخرين من دخول الولايات المتحدة للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع التركيز على فعالية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما غرّد ساعر الليلة الماضية قائلاً: "مسألة تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة لكبار مسؤولي السلطة الفلسطينية بالغة الأهمية للرئيس ماكرون.
وهذا ما يُبقيه مستيقظًا، فهو لا يحتج على التحريض المُتفشي في النظام التعليمي الفلسطيني ضد إسرائيل واليهود. كما أنه لا يُعارض تحويلات السلطة الفلسطينية للأموال إلى الإرهابيين وعائلاتهم في إطار نظام "الدفع مقابل القتل".
تأتي هذه المواجهة الدبلوماسية الحادة على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية قرار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلغاء تأشيرات عباس ونحو 80 مسؤولاً رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية. اتُخذ القرار بعد أيام قليلة من لقاء روبيو مع ساعر في واشنطن في 28 أغسطس.
وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة "معاريف" العرية أن ساعر هو من اقترح على روبيو إمكانية رفض منح تأشيرات دخول أميركية لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، خلال لقائهما في واشنطن الأسبوع الماضي.
بدوره، انتقد الرئيس الفرنسي ماكرون بشدة الخطوة الأمريكية، واصفًا إياها بـ"غير المقبولة". وقال إنها خطوة تتناقض مع التزام الولايات المتحدة تجاه الدول المضيفة في الأمم المتحدة، مشيرًا إلى ضرورة “التراجع عن هذا القرار”، إن المواجهة العلنية بين وزيري الخارجية توضح بشكل أكبر الخلاف المتزايد بين تل أبيب وباريس، على خلفية محاولات فرنسا الترويج لمبادرات دولية لدفع حل الدولتين "في اليوم التالي" في غزة، وما يُنظر إليه في إسرائيل على أنه تدخل خطير منفصل عن الواقع.