وزير الأوقاف: مصر تبذل كل جهودها لإطفاء نيران حرب غزة
أكد دكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أنه إيمانا بقيم العدالة ورفض البغي والعدوان فأن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تبذل كل جهودها لإطفاء نيران الحرب في غزة والضفة الغربية، وترفض قيادة وشعبا رفضا قاطعا تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتدعوهم للتمسك التام بأرض وطنهم مهما كانت التضحيات الفادحة وأنه لا حل للأزمة إلا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقدم الأزهري، التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، والمصريين بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف، مؤكدا في كلمته خلال الاحتفالية بذكرى المولد، إن هذا الاحتفال له خصوصية مهمة يفترق بها ويتميز، عن احتفالاتنا المعهودة كل سنة، وذلك أن الاحتفال هذا العام بمرور 1500 سنة على مولده، ولنشهد احتفال بذكرى مئوية للرسول لا تتكرر إلا بعد قرن من الزمان.
وأضاف وزير الاوقاف: «وبعد عقود مضت من معاناتنا من فكر الإرهاب الذي دمر دولا وأرهق عقولا، فلعل الله تعالى أراد بنا الخير، حتى نشهد رأس مئوية محمدية، عسى أن تكون مؤذنة بميلاد تجديد للدين، يطفئ نيران التطرف، ويكشف عن جوهر الدين ورونقه».
عملية التجديد نابعة من أرض الكنانة
وتابع: «لقد ظللت على مدى سنوات أتتبع المؤلفات التي تناولت قضية التجديد، لأخرج بملاحظتين الأولى، أن غالب من وصفوا بالاجتهاد والتجديد كانوا مصريين، ونحن اليوم نرجو من واسع فضل الله أن تكون عملية التجديد نابعة من أرض الكنانة مصر، هدية منها لأشقائها وللعالمين، أما الملاحظة الثانية فهي أن هناك فارقا بين الكلام عن التجديد والكلام فيه، أما الكلام عنه فهو الغالب بين الناس، يقولون فيه أين التجديد؟، ونريد التجديد، وينبغي، ولابد، وينخرطون في حوارات مطولة عنه، وعن ضرورته، وأهميته، وافتقادنا له، والآثار السلبية لعدم وجوده، وهذا كله حديث عنه».
وأردف: «أما الحديث فيه فهو صناعة ثقيلة، تحتاج إلى من يشمر ذراعيه، ويصوغ برامج التعليم والتدريب، التي تدرس علوم الشريعة متكاملة، وعلوم الواقع متكاملة، والعلوم الرابطة بينهما، حتى تولد أجيال تتبحر في فهم الشرع الشريف، وتتبحر في إدراك الواقع، وتحسن الربط بينهما، ولعل الله أن يمن عليهم بعد ذلك بالفتح والفهم والنور والبصيرة والتوفيق، فيسفر هذا العمل التعليمي التدريبي عن عقول تقتدر على توليد أجوبة على كل أسئلة العصر وأزماته ونوازله وتحدياته ومشكلاته وتحيراته، بعد فهم تشابكاته وموازينه وعلاقاته، فتكون قد وجدت صناعة التجديد بأجلى صورها».
الأخلاق هي العنوان الأكبرلسماحة الدين الإسلامي
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الله جعل الأخلاق هي العنوان الأكبر لهذا الدين السمح، وجعل الله أعظم مناقب نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم هي الأخلاق، وقد تم حصر أحاديث الرسول فوجدنا خمسون ألف حديث هي مجمل كل الهدي النبوي الشريف، والذي يتعلق منها بكل الشعائر والعبادات والفرائض والأحكام لا يزيد علي خمسة آلاف حديث، فيما يوجد خمسة وأربعون ألف حديث تدور كلها حول الأخلاق والآداب والفضائل والشمائل والتزكية والأدب والذوق الرفيع في كل تفاصيل الحياة ووجوه تصرفات البشر الظاهرة والباطنة، فخلاصة هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه بحر محيط عظيم من الأخلاق والآداب في كل شئون الحياة بها يسري النور إلى العبادات والعمران.
وأوضح أن الأخلاق والقيم على نوعين: قيم بقاء وقيم انطلاق: أما قيم البقاء فهي التي تكفل البقاء والاستمرار للإنسان وللمجتمعات مثل الصبر والصفح والعفو وكظم الغيظ والبر وما أشبه، وأما قيم الانطلاق فهي التي تحرك المجتمعات للعمران والتمدن والتطور وبناء المؤسسات وصناعة الحضارة، وهذا من أعظم مقاصد الشريعة، وحينئذ تبنى الأوطان وتقوى، ويستقر عمرانها واقتصادها، وتستطيع المنافحة عن رؤيتها وكلمتها وقرارها، فأين أنتم منها أيها المسلمون؟، وأين أنتم منها أيها العلماء والفقهاء؟، وأين أنتم منها أيها الخطباء الدعاة؟، أليس هذا من صميم هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، ألن يأتي يوم القيامة ليقول لنا لقد فرطتم في توصيل هديي وشرعي بكماله، فما الذي سنجيب به في موقف الحشر الأعظم؟، ونحن اليوم ما زلنا في فرصة الاستدراك والعمل.